نجحت وحدة الخدمات الإرشادية التابعة لإدارة التوجيه والإرشاد في الإدارة العامة للتربية والتعليم في الأحساء، في مساعدة أسرة على إعادة ابنها إلى مقاعد الدراسة في الصف الأول الابتدائي، بعد انقطاعه عن الدراسة السنة الماضية؛ بسبب رفضه للدخول في الفصل، وهروبه المتكرر. واحتفل والد التلميذ “محمد” بعودة ابنه إلى مقاعد الدراسة، وعبّر والد محمد “الذي طلب عدم ذكر اسمه” عن فرحته، بانتهاء معاناته مع ابنه، الذي كان يرفض الذهاب إلى المدرسة، أو يصرّ على عدم الجلوس داخل الفصل مع زملائه، إضافة إلى هروبه المتكرر؛ ما تسبّب في انقطاعه التام عن الحضور إلى المدرسة، ما اضطره إلى إعادته إلى الروضة التي ألحقه بها مسبقاً، ليكمل بقية أيامه الدراسية. وقام والد محمد بحضور “الشرق”، أمس الأول، بتوزيع دروع تذكارية لمدير المدرسة وعضو الفريق الإرشادي في الوحدة، عادل علي الناصر، وتوزيع الحلويات على زملاء ابنه، تلاميذ الصف الأول. وقال عضو الفريق الإرشادي في وحدة الخدمات الإرشادية، عادل علي الناصر، إنه استطاع علاج حالة التلميذ، بالوجود معه في المدرسة لمدة أسبوعين، وملازمته له طوال اليوم الدراسي. وأشار إلى أنه بدأ في جمع المعلومات عن الحالة وتاريخها، بعد أن تم تحويلها إليه، وأضاف “تم عقد عدة مقابلات مع التلميذ ووالده، وأجريتُ عليه بعض المقاييس ذات العلاقة، فتوصلتُ من خلال الجلوس مع التلميذ ووالده، والاتصال المباشر مع والدته، وكذلك روضة الأطفال التي التحق بها، إلى أن محمداً لم يكن يعاني من عدم تكيّف اجتماعي أو خجل، أو أي أعراض نفسية، تجعله يكره المدرسة”، ويصف الناصر حالة محمد بأنه تلميذ فطن، يستخدم حيلاً دفاعية، للتعلّل بعدم قدرته البقاء في المدرسة، أو داخل الفصل مع زملائه، كما أنه يقتنص فرصة فتح باب المدرسة وانشغال الحارس، أو من خلال الفوهات الصغيرة، القريبة من مبنى قيد الإنشاء وأعمال الحفر الخاصة بتعديل الطرق العامة، كما كان يتعلّل بوجود آلام في قلبه وبطنه أو في مفاصله كوسيلة للعودة للمنزل، ويشير الناصر إلى أن محمداً لديه فنيات اشتراطية، فكان يذهب إلى المدرسة مقابل أن تلبى طلباته في المنزل، لافتاً إلى أن ذلك انعكس على شخصيته في اقتناعه أنه ستلبى جميع طلباته بسهولة ويسر، وعندما يرفض الأب ذلك، يبدأ في العناد والاحتجاج برفض الذهاب إلى المدرسة، كوسيلة ضغط على والده. ويوضح الناصر أن من أساليب التدخل العلاجي التي استخدمها توجيه الأسرة بعدم ربط تحقيق طلبات ابنهم بذهابه إلى المدرسة، مفيداً أنه اضطر إلى الحزم المدروس مع الطفل كجزء من العلاج. ويسرد الناصر محاولاته العلاجية، وكيف أن التلميذ لا يريد دخول الفصل، فكان يضطر إلى الجلوس معه في غرفة المرشد الطلابي، مؤكداً أن الطفل انضبط في دوامه المدرسي منذ شهر كامل. من جهته، قال مدير المدرسة، مشبّب الدوسري “اضطررنا إلى نقله إلى مدرسة أخرى كخطوة في حل المشكلة؛ فقد يكون غير مرتاح للمدرسة”، مفيداً أن المشكلة استمرت معه حتى في المدرسة الأخرى، إلى أن انقطع عن الدراسة، وأبدى المدير ارتياحه من عودة التلميذ إلى المدرسة، مثمناً دور إدارة التوجيه والإرشاد في المساعدة في حل مشكلات التلاميذ، وداعياً مديري المدارس إلى الاستفادة من إمكانات وحدة الخدمات الإرشادية، والتعاون معها، في حالة اكتشاف مثل هذه الحالات. وأوضح المرشد الطلابي في المدرسة، عبدالرؤوف المرزوق، أنه يواجه حالات كثيرة، في عدم رغبة تلاميذ الصف الأول في البقاء في المدرسة إلى نهاية اليوم المدرسي، خاصة في الأسابيع الأولى فقط، مبيناً أن الأمر لا يصل إلى الهروب، الذي قد يعرضه للإيذاء وخلافه، وعلّل المرزوق محاولات التلميذ للهروب من المدرسة بسبب تعلّقه الشديد بالبيت؛ لوجود الألعاب وأجهزة التسلية والتلفزيون، منوهاً إلى أن وضع محمد مستقر منذ شهر. وذكر مدير مركز التربية الخاصة، التابع للإدارة ذاتها، إبراهيم علي العبدي، أن التلميذ مقل في الكلام، وهذا ناتج عن ذكاء غريب، ولكنه يستغله في التهرب والتنصّل، والضغط على والديه لتلبية مطالبه، واستغل نقطة ضعف لدى والديه بتعلّقهما به. وعبّر معلم الصف الأول صادق الحويجي عن فرحته بعودة محمد إلى مقاعد الدراسة، مشيراً إلى أنه تلميذ غير عدواني، ومتكيّف مع زملائه، ويعمل دائماً على تحضير دروسه في المنزل، وفي الفصل يحرص على أن ينهي واجباته قبل زملائه جميعاً. وأشاد المشرف في وحدة الخدمات الإرشادية عبدالحميد الربيعة إلى أهمية وسائل الإعلام في نشر ثقافة الوعي في المؤسسات والمراكز النفسية والتربوية والتعليمية، كوحدة الخدمات الإرشادية وإسهاماتها في تقديم الخدمات الإنسانية. مدير المدرسة مشبب الدوسري