مبانينا قبيحة، لا وجود لكود البناء، كل يشوه على راحته، حتى بلدية الخُبر عندما أحسنت صنعاً وأعادت تجميل شارع البيبسي بسرعة السلحفاة أصرت على وضع شبك قبيح في المنتصف ليس له أي داعٍ وشوه كل جماليات المشروع، إذا كان ولا بد من شبك، فبالإمكان الدخول على النت واختيار أشكال جميلة حديثة لا تسيء مزاج الناظرين! هناك مكاتب هندسية معمارية مهمتها اختيار شبوك تتوافق مع العصر لا أن يُترك المقاول يختار على مزاجه، هذه الشبوك ذكرتني بشبوك “حديقة الفوطة” بالرياض في السبعينيات! الحس الجمالي ضروري لتطوير أية مدينة، تلتفت في البحرين من أية زاوية تجد الجمال العمراني في الفلل الصغيرة، في العمارات الصغيرة، وفي الأبراج الفاخرة جمالاً لا يُضاهيه جمال، حتى أبراج الرياضالعالية على طريق الملك فهد لا تصل إلى هذا الحد من الإبهار. العمارات الصغيرة عندنا بمنتهى القبح مع أنها بقليل من الذوق ممكن أن تكون جميلة على الطريقة البحرينية، يا ليت بلدياتنا تزور مكاتب المعماريين في البحرين لتتعرف على هذه المهارات، والبلديات لدينا بارعة في مسألة الارتدادات ولكنها لا تأبه للناحية الجمالية، والذوق العام في العمار “رايح فيها” باجتهادات المقاولين الأميين الذين يعبثون بمساكننا ويشوهون مناظرها. شيء ما يفصل بيننا وبين الجمال العمراني، لا أدري ما كنهته. في العمارة هناك علم يسمى “urban planning” أو تخطيط المدن في ظل كود بناء يقود الناس ويساعدهم في إيجاد مدن تسر الناظرين. ما زالت وزارة الشؤون البلدية والقروية غائبة عنه وهي الغارقة في مشكلات الأراضي، ولم تصل إلى مراحل ما بعدها، تطويرها، عمرانها، جمالها. حتى هذه اللحظة لم أتطرق إلى دبي لأن هناك ما يوجع القلب. لا نطمح لمقاولي دبي، اجلبوا مقاولي البحرين ليعينوا مدننا على توقيف حملة التشويه العارمة التي تجتاحها.