مجدي عبدالحليم في الواقع لن أتكلم اليوم عن السياسة، ولا عن سوء الأوضاع في مصر، فقد كرهت السياسة، وكرهت الحديث عنها، لذا قررت أن أتعلم الشؤون المنزلية، وعندي بعض من الخبرة المنزلية، وأتقن الطبخ، لذا قررت أن أكتب اليوم عن الطبخ، وكما يقولون ساعة البطون تتوه العقول، ولهذا السبب الجوهري فكرت في أن أتقمص شخصية الشيف، وأقدم لكم أحدث الأطباق. وللتنويه أنا غير مسؤول إذا قام أحد بالتجربة ونفذ الأطباق الشهية التي سأقدمها، فمَنْ أراد التجربة فعليه الاتصال بالإسعاف مقدماً. أولاً: الفائدة الصحية: هذا الطبق القيّم لأهل مصر فقط، يساعدهم على عسر الهضم الموجود حالياً، وهو يساعد على الإمساك، ويقلل من إسهال المظاهرات والاعتصامات، وينصح بأكله يوم الجمعة، خاصة بعد صلاه الجمعة، لأن به كثيراً من المهدئات التي تجلب النعاس. ثانياً: المقادير – ربع ملعقة صغيرة عدالة – ثمن ملعقة صغيرة حرية – ريحة من نبات النور السلفي، وهذا له فوائد عظيمة، فهو يؤدي مهام الملح والسكر معاً، ولا تحاولي أن تفهميه، فهو نفسه لا يفهم نفسه. – حبة وفد زغلولي واحد، وذلك لإطفاء صبغة التاريخ على الطبق وأخيراً مسحوق ثوار الطريقة: أحضري آنية كبيرة واملئيها بماء، ثم ضعيها على النار، واتركيها لمدة عشر دقائق، ثم زيدي النار حتى تتصاعد ألسنة الشعب، ثم اسكبي ربع العدالة والحرية على الماء المغلي ستزيد الأبخرة ويكثر الدخان فلا تقلقي ولا تهدّئي النار، ثم ضعي ريحة نبات النور السلفي، ولا تخافي، فهذا النبات يعمل مع الغالب فقط، لذا ستجدينه يذوب سريعاً مع الحرية والعدالة، ويعطيكِ لوناً كألوان إشارات المرور، فهو ملك يديكِ عندما تريدين تخويف أحد الضيوف يظهر اللون الأحمر، وعندما تكونين مترددة يعطيكِ اللون الأصفر، وعندما تكونين راضية عمن حولكِ يعطيكِ الضوء الأخضر، لذا لو تتذكرين فقد قلت عنه أنه مثل الملح والسكر، ومن ميزاته أنه سريع الهضم، وغالباً ما يُحدث ضجيجاً، ولكنه سرعان ما يزول، وبعد أن تستوي خلطة الحرية والعدالة مع ريحة النبات السلفي ضعيها في قالب من الزجاج حتى تكون هناك شفافية، فهذا القالب مهم جداً حتى يطمئن قلب المتناول لهذه الوجبة، وبعد أن تبرد ضعيها في الثلاجة حتى تتجمد، وبعد ساعة اخرجيها وقبل تقديمها ضعي صبغة التاريخ وهي حبة الوفد الزغلولي مع مسحوق الثوار.بهذا تضمنين أن الكل سيأكل وبالهنا والشفا. ملاحظة: هذا الطبق لا يأكله سوى الديمقراطي التوافقي فقط.