الهلال ليس كبقية الأندية؛ فهو لا يمكنه الابتعاد عن دائرة المنافسة، ولم يسبق له أن كان خارجها على الإطلاق، وأضحى مرشحاً على الدوام للألقاب، حتى لو لم يكن مقنعاً في مستوياته الفنية، وابتعد بشكل واضح عن شخصيته المعهودة. لكنه رغم ذلك يبقى في الدائرة دائماً، ويعود مجدداً لصدارة الدوري قبل نهاية العام الميلادي، ليستقبل عامه الجديد بمركز متقدم يدفعه لتقديم الأفضل في الاستحقاقات المقبلة. الفرق بين الهلال والأندية الأخرى هو ثقافة الانتصارات، والثقة العالية التي يتميز بها الهلاليون عن غيرهم من الفرق، وهي التي جعلتهم يقفون مجدداً على رأس الترتيب، متغلبين على الظروف والضغوط الجماهيرية. وهو بلاشك أمر يستحق الإعجاب على اعتبار أن الأجهزة الإدارية والفنية لم تهتز أمام موجات الغضب التي انطلقت في الجولات الأولى من الدوري. التجربة الهلالية بشكل عام تحتاج إلى أن تكون درساً ثابتاً لكل الذين يطمحون في التطور والتقدم، وليس أدل على ذلك من القفزة التدريجية للفريق هذا الموسم، رغم انخفاض مستواه بشكل واضح للجميع، ومن ثم عودته تدريجياً لموقعه المعهود. ما قامت به لجنة الانضباط عندما غرمت الهلال ثلاثين ألف ريال في قضية فوضى الشعلة، أمر يدعو للوقوف عنده طويلاً، على اعتبار أن اللجنة حملت الهلال ذنباً لم يقترفه، وكأن اللجنة لا تعلم أن الهلال نادٍ جماهيري تتهافت على حضور مبارياته جميع الأطياف والألوان، خاصة إذا أقيمت مبارياته في محافظات صغيرة، وفي تصوري أن من تورط في القضية هو من سمح بإقامة تلك المواجهة على ملعب الشعلة، وهو من يستحق الغرامة المالية وليس الهلال والشعلة.