الأستاذ ياسر حارب: قرأت مقالك المُعنون ب»اليوم الأول» وكنتُ قد مررت قبلها بمقال «الأشياء التي تعبرنا» ولأكُن صادِقة معك شدني العنوان كثيراً، فهو يُشبه ما سبق وطرحتهُ في إحدى الأراضي الأدبية، وحتّى أكُون صادقة أكثر لم أقرأ إلا بدايته فقط، قرأت اسمك وتركت المقال لكثرة انشغالي، بقي اسمك في ذاكرتي منذ أشياء العبور حتّى اليوم حين قرأت «اليوم الأول»، وحين قرأته تعثرت صدقني، تعثرت لأنني الوحيدة على وجه الأرض التي تعيش يومها كما هو دون أن تُحدث فيه أي شيء أو تُحاول حتّى.لكن! كان لأثر «اليوم الأول» بالغ الصدى في روحي وبوحي، وقد تتساءل ما دخل البوح وأثر مقال «اليوم الأول»، وسأُجيبك بذكر تفصيل ما حدث، بعد قراءتي للمقال مُباشرة أخذتُ ورقة بيضاء كتبتُ في منتصفها: عام الكتابة – عام الصحة – عام السعادة – عام الأحلام.لم أشأ أن تمر كُل شهور هذا العام لتحقيق خطّة واحدة فقط بل جعلتها أربعاً، لكل منها ثلاثة أشهر، وبعدها أخذت الورقة وعلقتها على مرآتي وعقدتُ هُدنة. أخذت ورقة أخرى وكتبت عليها عنوان كتابي الذي سأبدأ فيه (هُدنة). (هُدنة) سيكون الحُلم الأول كما اليوم الأول. (هُدنة) الحُلم الذي استمر طويلاً والذي خشيت أن يموت كإخوته ولن أحظى بشرف ولادته. (هُدنة) الحُلم الذي تمخض عنه قلمي ولم يزل. هو طفل لم ير النور بعد، وكم أتمنّى لو تمتد إليه يد قوية لتسحبه إلى الدنيا كما وُجِد: فكر خلق قوة وقرارا لخلقه. أيا ياسر منحتني (هُدنة) وسأطلب منك أن تهبنا الكثير من النور. خارج السطر: اعقدو هُدنة بينكم وبين العام الجديد، غلّفوه بالأمنيات وانفثوها للسماء ستتحقق صدقوني.