طالعتنا الصحف أمس الأول بإعلان وزارة التربية والتعليم الحركة السنوية للنقل الخارجي للمعلمين والمعلمات، ثم جاء بعد ذلك بيان الوزارة ذاتها عن حدوث خطأ أثناء تنفيذ عملية النقل الخارجي للمعلمات، مما أدى إلى إعادة عمل الحركة مرة أخرى. حسب علمي أن حركة النقل هي حركة تقنية بحتة، وليس للعنصر البشري أي دور فيها، وهذا أبرز إيجابياتها، ولكن جرأة الوزارة على إعلان الخطأ هو بحد ذاته تطبيق لمبدأ الشفافية المطلوبة وإحقاق للعدل والمساواة، مع علم الوزارة أن ذلك سيسبب هجمة شرسة من بعض الكتاب والنقاد. ولكن لو استمرت الوزارة على تلك الحركة دون إعلان الخطأ خشية منها للانتقاد، لكان في ذلك مظالم اجتماعية، وأناس سيعيشون في قلق وبؤس، وآخرون سيحصلون على حقوق ليست لهم، وأخريات ستسلب حقوقهن. إن الشفافية المطلقة التي تنتهجها وزارة التربية في نقلها السنوي للمعلمين والمعلمات، لهو محل إجلال وتقدير للكل، وما الساخطون الكثر إلا لعدم نقلهم، وليس لظلمهم، وهنا يكمن معنى العدل والمساواة، لأن النقل يُبنى على الاحتياج الفعلي وليس تلبية لرغبة. ومع ذلك فإننا مازلنا نطلب من الوزارة مزيدا من الإبداع وإيجاد الحلول ليشمل النقل أكبر شريحة، وعلى الوزارة أن تتقبل النقد الذي يأتيها وتخضعه لمزيد من التحليل والتقصي، تأصيلاً لمبدأ الشفافية الذي انتهجته أسلوبياً، وتبحث عن مكمن الخطأ الذي حدث لعدم تكراره. همسة: يقول سقراط: ليس من الضروري أن يكون كلامي مقبولاً، بل من الضروري أن يكون صادقاً.