تنسب مملكة كوش إلى كوش بن حام، واتخذت هذا الاسم إبّان تتويج كاشتا أول ملوك الأسرة ال25 النوبية، الذي غزا وضم مصر. وكانت منطقة حوض نهر النيل، التي تعرف بالنوبة، والواقعة في الحدود الحالية للسودان وأجزاء من مصر، موطن ثلاث ممالك كوشية حكمت في الماضي، الأولى بعاصمتها كرمة (2400-1500 ق.م)، وتلك التي تمركزت حول نبتة (1000-300 ق.م)، وآخرها مروي القديمة (بجراوية حالياً) (300 ق.م-300م). وكلّ من هذه الممالك تأثرت ثقافياً واقتصادياً وسياسيا وعسكرياً بالإمبراطورية المصرية الفرعونية الواقعة في الشمال، كما أن هذه الممالك الكوشية تنافست بقوة مع تلك التي في مصر. وخلال الفترة المتأخرة من تاريخ مصر القديمة، سيطر ملوك نبتة على مصر الموحدة، وحكموا كفراعنة الأسرة ال25. وبنى فراعنة النوبة حوالى 220 هرماً في ثلاث مناطق من النوبة كأضرحة لملوك وملكات نبتة ومروي. أول الأهرام بني في منطقة الكرو. وتشتمل على أضرحة الملك كاشتا وابنه بيا أو بعنخي، ومعها أضرحة لاحقيه شاباكا، شاباتاكا وتنوتاماني، وأهرام 14 ملكة. وأكثر مواقع بناء الأهرام النوبية هو مروي، الواقعة بين الشلال الخامس والسادس لنهر النيل، على مسافة حوالى مائتي كم شمال الخرطوم. وخلال الفترة المرويّة دفن أكثر من أربعين ملك وملكة هناك. ويختلف تناسب أبعاد أهرام النوبة بشكل ملحوظ عن الصروح المصرية التي أثرت عليها؛ فبنيت بمدرجات لحجارة وضعت بشكل أفقي، وتتراوح ارتفاعاتها بين ستة أمتار وثلاثين متراً، ولكنها ترتفع من قاعدة صغيرة نسبياً، نادراً ما تزيد عن الثماني أمتار عرضاً. مكونة بذلك أهراماً طويلة تنحدر بزاوية سبعين درجة تقريباً. لمعظمها مذابح مستوحاة من المصريين عند قواعدها. وعند المقارنة فإن الأهرام المصرية بذات الارتفاع لديها قاعدة تزيد بخمسة أمتار على الأقل، وتنحدر بزوايا تتراوح بين أربعين وخمسين درجة.