انتقد أهالي محافظة الحرث ما وصوفه تقصيراً من قبل فرع جمعية البر الخيرية بالخوبة في أداء دورها في تقديم المعونات المالية والعينية للمستفيدين، معدين أن آلية الصرف «مخيبة للآمال» وأنها تصرف لفئات معينة على حساب الفقراء والمستحقين لها من أهالي المحافظة، حسب وصفهم، إضافة إلى عدم إكمال تسجيل عدد كبير من المحتاجين وإهمال ملفاتهم لأكثر من ثلاث سنوات دون مبررات. التقت «الشرق» عدداً من مستفيدي الجمعية خلال جولة عشوائية في الحرث، والذين عبروا عن استيائهم وتقاطعت آراؤهم في توجيه اللوم وسيل من الانتقادات لإدارة فرع الجمعية مؤكدين أن دورها في المحافظة لا يعكس المأمول منها، متسائلين عن جدوى بطاقات الصرف التي منحت لهم قبل ثلاث سنوات، دون أن تودع في حساباتهم «هللة واحدة»، حسب قولهم. واتهم مستفيدون المسؤولين في فرع الجمعية، التي وصفوها ب»العائلية»، بمحاباة الأصدقاء والمقربين منهم، على حساب الفقراء والمساكين والمحتاجين، وناشدوا المسؤولين في وزارة الشؤون الاجتماعية بالتدخل لإنصافهم، مشيرين إلى أن قضيتهم إنسانية وتهم شريحة كبيرة في مجتمع ناءٍ بعيد عن كل الخدمات. وذكرت الأرملة زينب عبدالله من الخوبة أنها لم تتسلم سوى صندوق من التمر منذ أن حصلت على بطاقة الصرف الخاصة بالجمعية قبل ثلاث سنوات، دون أن تتسلم أي مبلغ مادي. فيما ذكرت المطلقة مشنية عبده مجرشي، من قرية قائم زبيد، أنها لم تتسلم شيئا على الإطلاق، وذكرت الأرملتان فاطمة هزازي وبخيتة عقيل الحارثي، من قرية العابطية، أنهما حصلتا على صندوقي تمر، إضافة إلى «سبع أو ثماني معلبات فول وفاصوليا، وجالون زيت طبخ وقطمة سكر وقطمة رز» خلال شهر رمضان المنصرم، لافتتين إلى أن أهالي المحافظة استبشروا خيرا حينما علموا بخبر افتتاح فرع لجمعية خيرية تهتم برعاية الفقراء والمحتاجين والأرامل والمطلقات، وتقوم على مساعدتهم، «ولكن الواقع أثبت غير ذلك». وأكد كل من محمد علي مساوى، عبده حثوان كعبي، علي مدوح هزازي، ومحمد الحارثي، أنهم لم يتسلموا أية معونات عينية أو مادية، وقالوا إنهم يتوجهون إلى فرع الجمعية في الحرث فور وصول كمية من المساعدات والمعونات، فيفيدهم العاملون فيها أنها انتهت، مؤكدين أن فرع الجمعية يفتقد إلى آلية لإبلاغ المستفيدين المسجلين بوصول المساعدات. وعد عبده جتيم هزازي، أن القائمين على فرع الجمعية في الحرث يتحكمون بتوزيع الصدقات والمساعدات على معارفهم وأقربائهم، مشيراً إلى أن عدداً من الفقراء المستفيدين قدموا شكاواهم إلى الشيخ أحمد محمد طراد هزازي لرفعها يتهمون خلالها الجمعية بتوقيعهم على استلام إعانات عينية، وعند ذهابهم للمستودع لصرفها لا يعطونهم شيئاً. فيما ذكرت الأرملة أمل كعبي، أنها أم لستة أيتام، وأن الجمعية تقوم بمساعدة أطفالها بدفع مبلغ مالي قدره 200 ريال عن كل يتيم شهرياً، مشيرة إلى أن المبالغ المالية تصرف أحيانا كل ثلاثة أشهر، أما المواد الغذائية فتصرف في شهر رمضان فقط، وأحيانا كل أربعة أشهر، وعن الحقيبة المدرسية وكسوة العيد، قالت «لم أحصل على ذلك، باستثناء ما تسلمته عند تسجيل بعض أبنائي في المدرسة قبل خمس سنوات تقريباً». وطالب الشيخ عبد الله قارش أن تكون هناك آلية واضحة لصرف المساعدات العينية والمالية من قبل الجمعية، مؤكداً أنه لم يسمع أن أحداً من أفراد قبيلته أو أبناء قريته قد استفاد من المساعدات العينية التي تقدمها الجمعية سوى بعض صناديق التمر التي تسلمها بعضهم، وأضاف «واضح أن المساعدات تذهب لأناس مخصوصين وهم أقارب العاملين في الجمعية، وقد خاب أملنا فيهم»، مطالباً في الوقت نفسه بوضع خطط لتنفيذ مشروعات استثمارية تدر دخلاً مادياً يصرف على المستفيدين. من جهته، أوضح مدير جمعية البر الخيرية بالخوبة خالد عبدالله حافظ مدخلي، أن الجمعية نفذت كفالات مالية للمستفيدين بحسب إمكاناتها، مشيراً إلى أنه تم إيداع مبلغ إجمالي قدره 782 ألفاً و400 ريال، لصالح 326 يتيماً، لمدة عام، وكفالة 300 أسرة محتاجة بمبلغ إجمالي قدره 360 ألفاً و500 ريال، بالإضافة إلى توزيع مبالغ مالية من فاعلي خير لكفالة أيتام آخرين بمبلغ 20 ألفاً و800 ريال، وتم تنفيذ مشروع إفطار صائم بمبلغ 86 ألفاً و850 ريالاً، وأخيراً تم توزيع مبلغ 353 ألف ريال لعدد 276 مستفيداً على بطاقات صراف البركة، وقال «الجمعية ليس لها مورد ثابت للدعم وتسعى لإقامة وقف خيري يدعم مشاريعها الخيرية». وأرجع مدخلي افتقاد الجمعية لآلية نداء وإبلاغ المستفيدين إلى الأحداث التي وقعت في المحافظة، ما تسبب في تفرق المستفيدين في عدد من المحافظات ومن ثم عدم تحديث بياناتهم، ما أدى إلى عدم مقدرة العاملين في الجمعية من التواصل معهم.