أتحدى أن يتمكن أعتى اللغويين من تفسير عنوان زاويتي اليوم، فحتى سيبويه لن يفهم ما المقصود ب”الطابور المحذوف” التي ظهرت لي بينما كنت أحاول الدخول إلى حسابي البنكي إلكترونيا، كأحد الخيارات لنقل الرسائل في صفحة خدمة العملاء! ولأنني لم أفهم المعنى، ضغطت على أيقونة (مركز الاهتمام بالعميل) الموجودة في ركن الصفحة علني أستعين بصديق للإيضاح، ولكنها نقلتني إلى صفحة صماء! صراحة تجاربي مع البنوك أصابتني بحالة من الفوبيا البنكية، فأصبحت أتملص كثيرا من التواصل مع بنكي إلا في الحالات العصيبة، كأن يرفض الصراف الآلي إعطائي نقودا أو يحتفظ ببطاقتي، مما يجبرني على التواصل معه عن طريق الموقع الإلكتروني أو الهاتف البنكي أو المكاتب الرئيسية. ومعاناتي لا تقتصر على التفاهم مع الهاتف الآلي لأنه يعاملني كمجرد رقم ولكن تشمل الأشخاص الذين قلما أجدهم. أتمنى أن أعرف هل أنا المشكلة أم أنها مشكلة عامة، هل السبب يكمن في التقنية الحديثة، مع أن الاتصال على مكاتب خدمة العملاء لا يختلف كثيرا، أم هي قلة النقود في حسابي. لم تبخل البنوك علينا وهي التي حسب الإحصاءات العالمية تحصد أعلى معدلات العوائد من أموال المودعين ممن لا يطلبون فوائد على إيداعاتهم، وماذا يقدم البنك لنا في المقابل؟ خدمة سيئة سببها عدم كفاية الموظفين وقلة كفاءة بعضهم أو إخفاق في توظيف الإمكانات الآلية وتطويعها مع الثقافة المحلية أو حتى اللغة العربية. رجائي أن تستمع البنوك لعملائها وأن تعمل على تحسين خدماتها على أن تبدأ البحث عن لفظ بديل للطابور المحذوف لأنه يبعث على الكآبة ولا ينبئ بخير.