تشكل المزارع القديمة بمدينة سكاكا بعض محافظات منطقة الجوف هاجسا يقلق جيرانها خوفاً من اشتعال النيران فيها بشكل كبير وإلحاق الضرر بالسكان المجاورين لها، وأصبحت بيئة خصبة للحشرات والأفاعي والعقارب والكلاب الضالة، حيث طالب بعض المواطنين بإزالتها وتخطيطها وجعلها مساحات بيضاء وتوزيعها قطعا سكنية يستفاد منها. واستثنائها من شرط السفلتة والإنارة التي تكبد مالكوها مبالغ مالية طائلة جعلتهم يبقونها على وضعها الحالي. حرائق متكررة يوميا فرق الدفاع المدني تتحرك يومياً بما لا يقل عن أربع مرات كمتوسط شهري بفصل الصيف من مراكزها لإطفاء الحرائق بهذه المزارع المنتشرة في مدينة سكاكا وبعض المحافظات بمنطقة الجوف .والواقعة داخل الأحياء السكنية. وبعضها يصعب على فرق الدفاع المدني الوصول إليها. تستحوذ على %60 من حرائق المنطقة الناطق الإعلامي في مديرية الدفاع المدني في منطقة الجوف الرائد عطاالله القاران أكد ل”الشرق” أن الدفاع المدني أجرى إحصائيات بينت أن حوادث المزارع في كل من مدينة سكاكا ومحافظة دومة الجندل تشكل ما نسبته %60 من أجمالي الحوادث حيث بلغ في إحصائية سابقة لسنة إجمالي الحوادث 1209 حوادث منها 746 حادثا في المزارع. مطالبة بتدخل سريع وقد طالب كثير من المواطنين الجهات المختصة وخاصة الدفاع المدني المعني بالحماية المدنية من الكوارث؛ بإيجاد الحلول المناسبة لإزالة هذه المزارع المهجورة، أو خروج لجان لتحديد المزارع التي تشكل خطراً بجيرانها وأزالت بعض أشجارها سريعة الاشتعال. وكر للصوص وضعاف النفوس وأكد المواطن محمد الشمري ل”الشرق” أن حرائق المزارع القريبة من الأحياء السكنية تعتبر كابوسا مرعبا لجميع أهالي وسكان تلك الأحياء بكونها مصدرا كبيرا للخطر الذي يحيط بهم وأسرهم يهدد حياتهم لأنه قد يقع في أي وقت دون سابق إنذار وفقا لما علمتهم التجارب السابقة التي عايشوها طوال الفترة الماضية كما أنها تشكل خطرا أمنيا يتربص بأطفالهم ومنازلهم لصعوبة مراقبتها نتيجة الظلام الدامس الذي تشهده كل ليلة وعدم تسويرها من الخارج الأمر الذي يجعلها وكرا سهلا للصوص وأصحاب النوايا السيئة. تجاهل مستغرب دون مبرر وتساءل المواطن سيف أحمد العقيل عن سبب تجاهل هذه المزارع من قبل الجهات المعنية رغم ما تشهده من خراب وموت للأشجار وأنها تحولت إلى مكب لتجمع المخلفات وبقايا الأشجار الميتة التي تجعلها مواقع سريعة الاشتعال ذات نيران بعصب السيطرة عليها مطالبا الجهات المعنية سواء الأمانة أو الدفاع المدني أو إمارة المنطقة بتشكيل لجنة لدراسة أوضاع هذه المزارع والعمل على معالجتها وذلك بالاتفاق مع أصحاب هذه المزارع خاصة التي لا يستفاد منها والتي اعتبرها البعض أشبه بكابوس يقلقهم خوفاً من اشتعال النيران فيها بشكل كبير. الأمانة ترفض معالجة الوضع ولكن أمانة منطقة الجوف ترفض تخطيطها إلا بتطبيق الشروط على مالكيها منها السفلتة والإنارة، التي يرفضها الكثير منهم، بسبب تكلفتها العالية، ورغب ببقائها بوضعها الحالي بسلبياته في ظل عدم وجود إجراء إلزامي بتخطيطها أو العناية بها أو تنظيفها. الأزمة ونزاع الورثة واعتبر المزارع حمود مرجي أن من أكثر الأسباب التي تسببت في انتشار هذه المزارع في البداية قبل القرارات الأخيرة من قبل وزارة البلدية النزاع الذي يحدث بين الأشقاء والأقارب من الورثة وذلك بسبب وجود عدة ورثة لمالك الأرض حيث يغلب أن يكون الخلاف بينهم في البداية على وجود حالة من الانقسام بين الورثة بين موافق ورافض لبيع المزرعة وما يحدث بعدها أن الجميع يتهرب عن تحمل المسؤولية وأنه لا يعتبر نفسه مسؤولا عن متابعة سقيا المزرعة والاهتمام بالغرس الموجود بها مما يجعل المسؤولية مشتركة بينهم نتيجة عدم إمكانية إلزام شخص أو أكثر بتلك الأعمال دون البقية، مشيرا إلى أنه يعرف الكثير من الحالات المشابهة مؤكدا أن لدى العديد من الورثة الرغبة الصادقة بالقيام بأعمال التنظيف و الإزالة للمخلفات التي في مزارعهم إلا أن ما يحول دون ذلك عدم وجود القدرة المادية لديهم أو الرغبة في تحمل التكلفة الباهظة لها دون اشتراك بقية الورثة، كما أن القليل منهم يتعمد إبقاءها بوضعها الحالي بهدف الحصول على تعويض مستقبلاً. حريق في مزرعة قرب أحياء سكاكا