بالأمس وجدتْ «سمة» لحماية البنوك من المقترضين المتعثرين الذين لا يسددون ديونها؛ نقول: من حقّهم! اليوم تأتي «إيجارة» لحماية ملاك المساكن المستأجرة من المماطلين الذين لا يسددون الإيجار؛ ومرة أخرى نقول: من حقهم! سأبذل قصارى جهدي في كتابة هذا المقال، بحيث لا تتسرّب فيه بعض المرارة، وإن حدث فاعذروني يرحمكم الله. سنتّفق على ضرورة حماية البنوك وملاك العقار من ملايين البشر من المقترضين والمستأجرين! ولكن ليأذن لنا أولئك القائمون على حماية تلك القلاع الحصينة الأبواب، والشاهقة الجدران، ولينصتوا لهمسٍ منّا لا يكاد يسمعون له ركْزاً. ألا يوجدُ بينكم من يستقصي لماذا لجأنا للاقتراض من تلك البنوك، وخضعنا صاغرين لقروضها المجحفة؟ ولماذا تعثّرنا؟ ولماذا لجأنا لاستئجار مأوى لأسرنا من غيرنا؟ ولماذا تعثّرتْ خطانا، وخارتْ قوانا فلم نستطع سداد إيجاره المتصاعد؟! لكل شيء سبب! فلماذا ومليون لماذا تفتّقتْ أعتى الذهنيات على مئات الحلول أمام النتائج؟ ولم يتفتّق واحدٌ منها على أقل تقدير أمام حضرة جناب السبب؟! لا نريد حتى لو 1% من دلال «سمة» والبنوك لكبار المقترضين، الذين تُعدم قروضهم عن طيب خاطر، ولا حتى الدلال الأكبر الممنوح لملاك الأراضي الشاسعة والعقارات العامرة! نريد فقط «متأملاً» واحداً فقط منكم أيها القوم في حالنا؛ لماذا اقترضنا؟! ولماذا استأجرنا؟!