أفتى الشيخ محمد العريفي للآباء والأمهات بتحريم مشاهدة أطفالهم قناة MBC3، وهي إحدى قنوات شبكة MBC المشهورة وذات نسبة مشاهدة عالية ليس فقط محلياً بل عربياً، واتهمها بنشر الفساد. ولكنه بكل أمانة قد لا يتوقع الشيخ ردة الفعل وصعق من رد مسؤولي القناة عليه وتسفيه فتواه وكلامه ونصحهم بأن مكانه الطبيعي وأمثاله الصحة النفسية، مما أثار ذلك ردة فعل قوية جداً لدى الشيخ العريفي وجمهوره فأقسم الشيخ أن لا تدخل بيته أي منتجات لديها إعلانات في هذه القناة التي تجرأت على بلع اللحوم المسمومة. السؤال الذي يتبادر إلى الذهن ألا نتذكر أننا شاهدنا الشيخ كثيراً على قنوات مثل LBC اللبنانية التي بثّ من خلالها ولعدة مواسم أشهر برامجه الدينية خلال شهر رمضان الكريم؟ ما إعلانات هذه القناة خلال البرنامج؟ هل كانت جميعها إعلانات تدعو إلى الفضيلة والإحسان فكان يدعمها شيخنا الجليل بكل ما أوتي من علم، أم كانت إعلانات تجارية بحتة همّها ترويج وتسويق بضاعتها أياً كانت؟ حيث صرح المدير العام ذات مرة (نعم استخدمنا الجنس وهدفنا الخليج). وكان الشيخ يغض البصر عن هذه الإعلانات لعدم حقه في التدخل في شؤون القناة وتوجهها سواء أخلاقياً أو غير أخلاقي، واتفاقها مع مبادئه وعقيدته ووجهة نظره الشخصية لأن الشيخ كان يتعامل بمنتهى المهنية مع هذه القناة، حيث كان يؤدي العمل المتعاقد عليه ولا دخل له بتوجهات القناة. ولكن أليس كان من الأولى لشيخنا الفاضل وهو المعروف بحميته وغيرته على الدين وأي مساس بالعقيدة، أن لا يكتفي فقط بمقاطعة مثل هذه القنوات، بل كان من المفترض أن يقود حملة (تويترية) مركزة على هذه القنوات التي تتبجح بعهرها المكشوف وتحاول تصديره إلى الآخرين بجميع أسلحتها ووسائلها الدعائية القذرة، وخصوصاً إلى السعودية ودول الخليج باعتراف مسؤوليها، قبل أن يبحث (بالميكروسكوب) على أخطاء قناة مثل قناة MBC التي تقريباً دخلت كل بيت عربي، والتي لا أعرف حتى هذه اللحظة ما هي خطيئتها الكبرى التي أخرجت الشيخ عن طوره وحرّمها على أطفال المسلمين وعائلاتهم. قبل أن يحرم عليهم قناة مثل قناة LBC اللبنانية؟! وبالنسبة لقسم الشيخ بعدم دخول بعض المنتجات التي تعلن لدى قناة MBC بيته حتى تقاطع ما سمّاها قناة الفساد، وذكر هذه المنتجات بأسمائها التجارية في إحدى تغريداته كبعض الأجبان والحلويات. فهل ذلك هو ردة فعل حقيقية تدل على توتر الشيخ جزاه الله خيراً، أو أن هناك سراً خفياً خلف ذكر هذه المنتجات بالذات، حيث قد يكون الشيخ سوّق بالمجان دون قصد لهذه المنتجات الاستهلاكية لدى جمهوره، إذ يُستغرب أن يذكر الشيخ منتجات بالاسم كجبن كرافت وشوكلاتة جلاكسي ونوع من الشامبو دون غيرها من منتجات عديدة تبث لها إعلانات تجارية في هذه القناة. إننا لا ندافع عن أي قناة لأنها من الممكن أن تخطئ وتصيب في بعض برامجها، ولكن نحاول أن نذكر شيخنا الفاضل (حتى لا يعطى فرصة أخرى ويتجرأ أحد لاحقاً مثل ما فعل مسؤولو MBC على أكل اللحوم المسمومة)، بالالتفات إلى مناقشة وملاحظة أمور أخطر قد تمس العقيدة، واستغلال علمه للدفاع عنها وعدم انشغاله بمراقبة وسائل إعلامية لها جهات أخرى ذات اختصاص تراقب أداءها وما تقدمه، وهل هو صالح أو ضد المجتمع وتنشئة أجياله.