المتتبع لمراحل التكوين المجتمعي للبيئة السعودية يجد أن المجتمع أفرز عدة مصطلحات خرجت في حقبة من الزمن وامتدت إلى وقتنا الحالي وهذا يعطينا دلائل استقرائية وتفسيرية حول طبيعة البشر في ذلك الوقت والعوامل المؤثرة إلى خروج ذلك المصطلح. مثلاً المصطلح الأشهر في البيئة السعودية والخليج هو (زقرتي) والذي (يُقال) إنه خرج قبل أكثر من خمسين عاما عندما كان بعض رجال الأمن (سيكورتي) في شركة أرامكو يشربون السجائر (زقاير) بالرغم من المنع والعيب إلا أن تحديهم للأنظمة وتقديم متعتهم على الحظر والمنع كان سبباً في خروج المصطلح الذي يجمع الشق الأول والثاني.. مؤخراً ظهر مصطلح جديد ومنتشر بين الشباب يدعى (درباوي)! ولايُعرف من أين جاءت التسمية ولكن الأقرب أنها شخصية تسير على درب الخطر في ممارسة معظم السلوكيات الشاذة والخطرة من تفحيط وعبث وبعض من الجنون، وجولة في رحاب العم (جوجل) عن (الدرباوية) تُظهر الكوارث وهنا يكمن الخطر والحذر.. تتميز الشخصية (الدرباوية) بعشق كل شيء قديم من مظهر وأغانٍ وموديل السيارة لدرجة أن رؤيتهم تعيدك لشخصيات في مطلع الثمانينات الميلادية! ظهور المصطلحات الجديدة ودلائلها على تصرفات بعض أفراد المجتمع تستدعي وجود دراسات وأبحاث حول أسباب ظهور هذه الفئات وربطها بالسلوكيات الشاذة والخطيرة فمثلاً الوفاة التي تنجم نتيجة التفحيط يُنظر لها حسب المذهب (الدرباوي) على أنها شجاعة وبطولة تخلد صاحبها بماء الذهب!