أعلن الرئيس المصري محمد مرسي مساء اليوم أنه كلف رئيس الوزراء الحالي هشام قنديل بإجراء تعديل وزاري لمواجهة الازمة الاقتصادية التي تعاني منها بلاده. وقال “كلفت الدكتور هشام قنديل لعمل التعديلات الوزارية اللازمة التي تناسب هذه المرحلة” بعد أن أكد أنه سوف “يبذل كل جهد من أجل دفع الاقتصاد المصري الذي يواجه تحديات ضخمة ولكنه يمتلك فرصا كبيرة للنمو وسوف أقوم بكل التغييرات الضرورية من اجل نجاح مصر ووضع مسار التنمية الشاملة في بؤرة اهتمام الجميع”. واكد مرسي في كلمة بثها التلفزيون المصري بمناسبة إقرار الدستور المصري بأغلبية قرابة 64% من المقترعين (32.9% من اجمالي الناخبين) “نقف اليوم لنحتفل بدستورنا الجديد، إنه يوم تاريخي مشهود”، مضيفا “لقد اصبح لمصر والمصريين دستور حر ليس منحة من ملك ولا فرضا من رئيس ولا املاء من مستعمر، انه دستور اختاره شعب مصر بارادته الحرة الواعية”. وكان مرسي يرد بشكل غير مباشر على المعارضة التي قالت إن عمليات الاقتراع شابها تزوير والتي رفضت مشروع الدستور معتبرة أنه لا يعبر عن توافق وطني ويقيد الحريات العامة وحريات الاعلام والابداع كما يفتح الباب لتفسيرات متشددة ل “مباديء الشريعة الاسلامية” وهي المصدر الرئيسي للتشريع في مصر. وتابع الرئيس المصري المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين “لقد عشنا جميعا اياما واسابيع من الترقب والقلق حرصت فيها بحكم مسؤوليتي امامكم وامام التاريخ، وقبل ذلك امام الله، ان ينتقل الوطن الى بر الامان وان ننهي فترة انتقالية طالت لمدة ما يقرب من سنتين تكلف فيها اقتصاد الوطن وأمنه الكثير وشهدت جدلا سياسيا كبيرا حول عملية صياغة الدستور واتخذت القوى السياسية مواقف مختلفة وهو امر طبيعي في ظل مجتمع كبير وهو يتحرك باقتدار نحو الديموقراطية والتنوع في الرأي”. ولكنه استدرك “للاسف البعض لم يدرك الفارق بين حق التعبير السلمي عن الرأي وبين اللجوء الى العنف ومحاولة فرض الرأي عن طريق تعطيل المؤسسات العامة وترويع المواطنين، واذا كنا جميعا نرحب بالاختلاف في الرأي فاننا جميعا نرفض العنف والخروج عن القانون”. واكد مرسي ان “الشعب المصري اقر الدستور بأغلبية قاربت الثلثين ولكنني اقر ان قطاعا محترما من شعبنا اختار ان يقول لا وهذا حقهم لان مصر الثورة لا يمكن ان تضيق بالمعارضة الوطنية الفاعلة”. واكتفى الرئيس المصري بتجديد الدعوة الى المعارضة المصرية الى الانضمام الى “جلسات الحوار الوطني الذي ارعاه بنفسي” والذي يجري منذ عدة اسابيع في مقر الرئاسة المصرية بحضور شخصيات مقربة من الاسلاميين. أ ف ب | القاهرة