علمت «الشرق» من مصادر مطلعة، أن الجهات المختصة منعت شركة كندية من استخدام المتفجرات في استخراج النحاس في أحد المناجم الغنية بالثروة المعدنية في منطقة المدينةالمنورة، ما حدا بالشركة إلى تأجيل المشروع، الذي تقدر تكلفته 28.1 مليار ريال. وقالت المصادر، إن معايير السلامة التي تستخدمها شركة باريك جولد كورب لاستخراج النحاس من جبل صايد، الواقع على طريق المدينةجدة لا تتطابق مع معايير الأمن الصناعي المعمول بها في السعودية، وهو ما حدا بالجهات المختصة من منع الشركة من استخدام المتفجرات في استخراج النحاس من المنجم. واستحوذت الشركة على جبل صايد في إطار صفقة بقيمة 7.5 مليار دولار، أي ما يعادل 28.1 مليار ريال، بعد أن استحوذت على شركة أكوينوكس الأسترالية للمعادن الحاصلة على رخصة التنقيب عن النحاس في جبل صايد العام الماضي، وتعد شركة باريك جولد كورب أكبر شركة للتنقيب عن الذهب في العالم، ويتوقع أن يبلغ إجمالي إنتاجها من النحاس خلال العام المقبل، بين 500 مليون و550 مليون رطل مقارنة بتوقع سابق يبلغ 600 مليون رطل. وقال الرئيس التنفيذي لباريك جولد كورب جامي سوكالسكي، إن الشركة خفضت توقعاتها لإنتاج النحاس العام المقبل نتيجة تأجيل مشروعها في جبل صايد بالسعودية. وقال سوكالسكي إن معايير الأمن والسلامة في المنجم كانت قد وضعتها اكوينوكس بناء على معايير غرب أستراليا، التي تختلف عن المعايير السعودية» مضيفا أن الحكومة السعودية أبلغت الشركة في الآونة الأخيرة بعدم مطابقة المعايير. وأضاف أن عدم مطابقة المنجم لمعايير الأمن والسلامة السعودية تحد من حرية الشركة في استخدام المتفجرات، وهو ما يحد من قدرتها على استخراج المعادن من المكمن. وقال «نتوقع تحقيق الالتزام الكامل بالمعايير بحلول 2014 لكننا نعمل جاهدين لتحقيقها قبل ذلك»، مؤكدا أن إنتاج باريك من النحاس سيصل إلى نحو 650 مليون رطل بحلول 2015. وتنص اشتراطات الأمن والسلامة المعمول بها في مواقع الثروة المعدنية على إن الصحة والسلامة المهنية تشكل ركيزة أساسية في الموقع وهذه المبادئ يتم تطبيقها على جميع عمليات الإنشاء والتشييد، بالإضافة إلى ضرورة النظر إلى عوامل الخطورة في المشروع ويتم عمل نظام مراقبة للسلامة ملائم لذلك وإضافته كجزء من المناقصة. ويمثل جبل صايد أحد أهم مناجم النحاس المكتشفة في المملكة وهو منجم تحت سطحي يحتوي على احتياطي مؤكد يصل إلى 99 مليون طن من خام النحاس بنسبه 2.68٪ من فلز النحاس. وأجرت وزارة البترول والثروة المعدنية ممثلة في وكالة الوزارة للثروة المعدنية وبواسطة عدد من الشركات الخاصة التي منحت لها رخص للكشف، دراسة عديد من التكوينات المعدنية لخامات النحاس في المملكة العربية السعودية التي خضعت لدراسات تفصيلية، وبخاصة لمنطقة جبل صايد، التي أظهرت احتياطيات ضخمة من خامات النحاس، وتتولى حالياً هيئة المساحة الجيولوجية السعودية مواصلة الأعمال للتنقيب عن خامات المعدن، إضافة إلى كافة المعادن الفلزية واللافلزية الأخرى.