سنوات طويلة ومنطقة الثمامة في ضواحي الرياض تعد المتنفس الرئيس الوحيد لسكان العاصمة في فصل الشتاء، تنتشر المخيمات على مسافة تزيد على خمسين كيلومتراً يرتادها آلاف من الشباب والعائلات، بالإضافة لمثلهم من العمالة التي تعمل في حراسة ورعاية المخيمات، غالبيتهم من مخالفي نظام الإقامة. خلال فترة وجود المخيمات تتضاعف الحوادث المختلفة، حوادث مرورية، سرقة، عراك، تحرشات، حفلات ماجنة، خمور، مخدرات، استعراض بحمل الأسلحة النارية وإطلاق نارمن قبل مراهقين نهاراً جهاراً من على الدراجات النارية والسيارات، ومركز شرطة الثمامة شاهدُ عيان يقف عاجزاً أمام تلك الجموع الحاشدة التي تخيم بين جنباته، والحوادث الناتجة عن وجودهم والتي تمتد لعشرات الكيلومترات، مقابل مركز لا يتجاوز العاملون فيه ثلاثين أو أربعين فرداً. منطقة الثمامة تحتاج لعدة أمور أبرزها مركز صحي متكامل بدلاً من ذلك المتهالك الذي لا يغني ولا يسمن من جوع، فانطبق عليه القول (جيتك يا عبدالمعين تعين لقيتك تنعان)، وبالنسبة للمخالفات والجرائم، يجب تنظيم حملة أمنية كبيرة تقوم بمسح المنطقة بشكل مفاجئ، بتصريح من الأمير سطام بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، تشمل جميع المخيمات دون أي استثناء، كما حصل قبل عدة سنوات فنتج عنه القبض على أعداد كبيرة من المخالفين والعثور على فتيات هاربات بالإضافة لضبط ممنوعات متنوعة تشمل المخدرات والأسلحة، تكثيف الحضور الأمني أيام الأربعاء، والخميس، والجمعة، هو أمر مهم جداً وعمل نقاط تفتيش تتوزع على طول الطريق، بالإضافة لتكثيف الحضور الأمني داخل منطقة المخيمات، وزرع عناصر البحث الجنائي لتعقب حاملي الأسلحة ومطلقي النار. جريمة القتل الأليمة التي وقعت قبل عشرة أيام فتحت العيون على ما يحصل هناك، وظهرت الصور المتنوعة لشباب مراهقين، مدججين بمختلف أنواع الأسلحة التي وصلت للقناصات ورشاشات الكلاشنكوف، وتلك حادثة ظهرت للإعلام وغيرها المئات طويت ملفاتها في أدراج مركز شرطة الثمامة، وتوزعت حالاتها بين مستشفى ومقبرة بسبب الإهمال وضعف الرقابة، وحتى محاولاتنا الدائمة للتعامل مع قضية معينة تدور في فلك تشكيل لجنة وتتوه بين كم القطاعات داخل تلك اللجنة، حتى تنسى القضية وتصبح توصيات على أحد الرفوف. سياستنا الدائمة في التعامل مع مختلف القضايا لا تخلو من حالتين، إما الإهمال والتجاهل أو المنع وكما حصل قبل أيام، حين صرح الدكتور تركي الشليل المتحدث الرسمي باسم هيئة الأمر بالمعروف في منطقة الرياض قائلاً (منعنا النساء من ركوب الدبابات بعد انتشارالتحرش والإصابات)، تم منع النساء مع أن المفترض هو زيادة عدد دوريات الهيئة، ووضع قوانين صارمة ضد التحرش وتطبيقها، الثمامة تحتاج لوقفة حازمة تتظافر فيها الجهود بين إمارة المنطقة ووزارة الداخلية وباقي الأجهزة الحكومية، لتوفير البيئة المناسبة لأي متنزه بري وإعادة الثمامة إلى سابق عهدها.