مع “شقشقة العصافير” صبيحة أمس تغشَّاني الفرح عند قراءتي خبراً نشرته الزميلة “صحيفة الوطن” يحكي عن ملاحقة وزارة التجارة لأحد المتلاعبين بالأسعار، وضبطه بالجرم المصوَّر على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” ومعالجة الموضوع بعد ذلك بسرعة رقمية فائقة! الخبر مفاجأة سارة و”سنَّة حسنة” حقوق طباعتها محفوظة لوزارة التجارة، كدليلٍ مادي على تجاوز رمال “البيروقراطية” وطرقاتها الطويلة؛ بالاستعاضة -عن خطواتها السلحفائية- بدخول العالم الرقمي الذي اختصر المسافة، ورفع الكلفة، ووسع الفارق، وأقام الحجة بالبرهان، شافياً الغليل، معالجاً (السعر) العليل، في مساحة لا تتجاوز ثلاث أو أربع “تغريدات” فقط! والحكاية وما فيها -حسب “الوطن”- أن أحد المستهلكين أطلق بلاغاً “تغريدياً” يفيد عن قيام مركز تجاري برفع سعر إحدى السلع، فتلقفت وزارة التجارة مشكورة “تغريدته الهائمة” وتحققت منها باتخاذ اللازم حيالها، ورافق ذلك أن “المدعى عليه” صاحب المركز التجاري كان “يفرفر” بالموقع “التويتري” فقام بإرسال “تغريدة اعتذار” تفيد عن تخفيض السعر فوراً، ولا أظنه إلا وقد زاد على ذلك بأن أطلق “تغريدات حب” ليمرَّ الأمر بسلام دون اللجوء ل”حب الخشوم” أو نهايات الأفلام الهندية! “تغريدة أخيرة”: بما أن “سمننا صار في دقيقنا” بعد استثمار شركة المملكة ما يزيد على “مليار ريال” في “تويتر” فلماذا لا يقدِّم الموقع جميع خدماته -أمام المستخدم العربي- باللغة العربية أسوة بموقع التواصل الاجتماعي الآخر “فيس بوك”؟. حينها سيكون الأمر مبهجاً و”تغريدة” وفاء لشاعر العربية الجميل “حافظ إبراهيم” دون شك!