وجّه الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد السماري سؤاله لزملائه المتخصصين في التاريخ حول مقدرتهم على استثمار الفرص والإمكانات التي قدمتها حكومة المملكة لتأديتهم واجبهم العلمي، مضيفا أن التحدي كبير ويلقي علينا مسؤوليات كبيرة، من حيث انتقال بعضنا من التذمر والتشكي والانتقاد غير المبرر إلى المشاركة والتفاعل واستغلال الوسائل والدعم المادي المتاح، مؤكدا أن المتبقي عليهم هو الإنجاز وتقديم الجديد، لنوازي تلك الإمكانات بما يليق بمكانة المدينتين الفاضلتين مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة. جاء ذلك خلال افتتاح ندوة “مصادر تاريخ المدينةالمنورة من القرن الأول إلى التاسع الهجري: عرض وتحليل عينات” أمس، والتي ينظمها كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ المدينةالمنورة بالجامعة الإسلامية بالشراكة مع دارة الملك عبدالعزيز، وتستمرّ ليومين، برعاية ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وافتتحه أمير منطقة المدينةالمنورة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز . وأضاف السماري بقوله:”إن الحكومة قدمت خدمات جليلةً وأتاحت فرصاً عديدة من خلال الجامعات والأقسام والكراسي العلمية والمراكز البحثية، وإن الدارة وانطلاقاً من اهتمامها بتاريخ المملكة الذي جعلته ضمن أهدافها وبتوجيه ودعم مستمر من رئيس مجلس إدارتها الذي عُرف عنه اهتمامه الواسع بتاريخ الجزيرة العربية عموماً وتاريخ المدينتين المقدستين مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، فإن الدارة ما فتئت تتعاون مع الكراسي العلمية بالجامعات لتوثيق تاريخ المملكة وإثراء مصادره، ومن ضمنها كرسي الأمير سلمان لدراسات تاريخ المدينةالمنورة، الذي أنشئ ليهتم بتاريخ المدينة الطاهرة ذات التاريخ الحافل”. من جهته قال أستاذ كرسي الأمير سلمان الدكتور سالم الخلف إن القائمين على الكرسي وضعوا نصب أعينهم مكانة المدينة وتاريخها، مؤكداً أن اقتران الكرسيّ باسم سمو الأمير سلمان ليس فيه سرّ أو غرابة وإنما هو نابع من شدة اهتمام سموّه بتاريخ المملكة وحراكها الثقافي، فهو عرفان من الجامعة لما لسموه من دور فعال في هذا المجال. وقال الخلف إن الندوة تلقّت أبحاثاً عدة لأساتذة من داخل المملكة وخارجها حيث تم إخضاع تلك الأبحاث للتحكيم، فقبل منها خمسة وعشرون بحثاً تتم مناقشتها على مدى يومين من خلال جلسات علمية. وكانت جلسات الندوة قد بدأت أمس الأول، وفي بداية الجلسة طرح الدكتور محمد بن محمد عواجي أستاذ التاريخ بكلية الدعوة بالجامعة ورقةً بعنوان “نماذج من مرويات الإمام محمد بن الزهري” بيّن فيها منهجه في سوقه للروايات واهتمامه بذكر التواريخ للأحداث التي يذكرها عن المدينة، كما أورد الباحث بعض الروايات المتعلقة بوصف بعض البساتين التي أهداها مخيريق اليهودي للنبي صلى الله عليه وسلم، وتحديد أماكنها. كما ألقت الدكتورة تحية شهاب الدين أستاذ التاريخ القديم في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة طيبة بحثاً “حول أسماء المدينة ونعوتها في العهد القديم” يركز على دراسة أسماء ونعوت المدينةالمنورة في العهد القديم بأقسامه المختلفة (التوراة والتلمود والكتابات العبرانية). وألقى الدكتور طارق منصور محمد ورقةً حول دور الإسلام في المدينةالمنورة زمن النبي صلى الله عليه وسلم في ضوء نصوص الإمام الزهري، كما طرحت الدكتورة محاسن الوقاد بحثاً حول كتاب أخبار المدينة لابن زبالة حيث أنه أحد المؤرخين البارزين في إحدى المراحل التاريخية القرن الثاني الهجري، في حين قدّم الدكتور طلال الدعجاني بحثاً عن آثار الزبير بن بكار في تاريخ المدينة، وختمت الدكتورة منيرة الرميح الجلسة الأولى ببحث حول “صدقات الرسول صلى الله عليه وسلم” من خلال كتاب وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى للسمهودي، تحدثت فيه عن اشتهار المدينةالمنورة بكثرة المزارع والحيطان قبل الإسلام وبعده، وكيف أن النبي صلى الله عليه وسلم حصل على بعض المزا رع هبة من أحد أحبار اليهود فجعلها صدقة لكل محتاج من مسلمي المدينة . وقد بدأت الجلسة الثانية بورقة للدكتور إبراهيم بوتشيش حول أهمية كتب الطبقات والتراجم المغربية في رصد التواصل العلمي والاجتماعي حيث أثارت الورقة سؤالاً محورياً يتعلق بمدى مساهمة المصادر المغربية في إنارة بعض الزوايا من التاريخ الثقافي والاجتماعي للمدينة المنورة، ثم تحدث الدكتور ياسر بن أحمد نور حول بعض من مصادر تاريخ المدينة المفقودة مثل كتاب نسب الأنصار لعبدالله القداح، وكانت ورقة الدكتور عبدالباري محمد طاهر حول عمر بن شبة ومنهجه في كتابة التاريخ العمراني، في حين جاءت ورقة الباحث فائز بن موسى البدراني حول كتب الأنساب وأهميتها في دراسة تاريخ المدينة خلال القرنين الثالث والرابع الهجريين حيث دارت الورقة حول أهم كتب الأنساب التي ألفت في القرنين الثالث والرابع الهجريين، لاستخلاص ما يتعلق بتاريخ المدينة النبوية من خلال ما ورد فيها من إشارات تاريخية وجغرافية. وجاءت ورقة الدكتورة حصة بنت عبيد الشمري حول مرافق المدينةالمنورة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من خلال كتاب وفاء الوفاء للسمهودي حيث أشارت الباحثة إلى تطور المدينة في العهد النبوي جاء لحاجات وقدرات خاصة وعوامل عدة عوامل منها الديني والجغرافي. واختتمت الجلسة الثانية بورقة أخيرة للدكتور عطا بن علي رية تدور حول الحرف والصناعات بالمدينةالمنورة من خلال كتابات التحفة اللطيفة للسخاوي. أمير المدينة يتسلم درعا تذكاريا من مدير الجامعة الإسلامية المدينةالمنورة | عبدالرحمن حمودة