ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ستة مدنيين قتلوا أمس في سوريا ودعا المرصد بعثة المراقبين التابعة للجامعة العربية إلى التوجه إلى حمص الواقعة وسط البلاد وتشهد أعمال عنف. وقال المرصد أنه «عثر صباح أمس في شوارع مدينة الحولة على جثامين أربعة مواطنين، ظهرت على أجسادهم آثار تعذيب»، مشيرا إلى أن «الأجهزة الأمنية ومجموعات الشبيحة كانت اعتقلتهم أول أمس من حي البستان في كفرلاها». وأضاف أنه «عثر على مواطن خامس في حالة خطرة». وطالب المرصد «وفد مراقبي الجامعة العربية بالتوجه الفوري إلى مدينة الحولة لتوثيق هذا الانتهاك الفاضح لحقوق الإنسان الذي يعتبر غيضا من فيض لما جرى ويجري في سوريا». وذكر المرصد من جهة أخرى، أن قوات عسكرية كبيرة ترافقها دبابات وناقلات جند مدرعة «اقتحمت» بلدة بصرى الحرير ومنطقة اللجاة في محافظة درعا . وأضاف المرصد أن هذه القوات «تبحث عن عشرات الجنود المنشقين المتوارين في تلك المنطقة»، معربا عن خشيته من أن «يكون مصيرهم مصير عشرات الجنود المنشقين الذين قتلوا يوم الاثنين الماضي في جبل الزاوية بعد محاصرتهم قرب بلدة كنصفرة». من جهة أخرى، قال المرصد إن «مواطنين استشهدا في مدينة نوى أحدهما طفل يبلغ من العمر 15 عاما، متأثرين بجروح أصيبا بها خلال إطلاق رصاص من قبل قوات الأمن السورية الجمعة». وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان تحدث عن مقتل 24 مدنيا الجمعة، «11 منهم في مدينة حمص واثنين في مدينة دوما بريف دمشق، وثلاثة في مدينة حماة وثلاثة في محافظة إدلب فيما استشهد مواطنان برصاص الأمن في محافظة درعا ومواطن في دير الزور». وشارك آلاف الأشخاص أمس في الجامع الأموي بدمشق في تشييع جنازة 44 عسكريا ومدنيا قتلوا في اعتداء انتحاري مزدوج نسبته السلطات إلى تنظيم القاعدة.وصلى المشاركون في داخل الجامع الأموي أمام النعوش التي لفت بالأعلام السورية، فيما احتشدت خارجه جموع حملت أعلاما طبعت عليها صورة الرئيس بشار الأسد وأعلام حزب البعث الحاكم في سوريا. وتولى عناصر من الشرطة ومدنيون مسلحون حماية المحتشدين. وقرأ وزير الأوقاف السوري عبد الستار السيد في الجامع بيانا مشتركا أصدره رجال دين مسيحيون ومسلمون.وندد رجال الدين ب «الاعتداءات الإجرامية التي وقعت الجمعة ... وبعمليات القتل والتدمير والتخريب التي ارتكبت (في إطار) مؤامرة خطرة مدبرة ضد سوريا». وأضاف البيان «نطلب من الشعب السوري أن يدرك أن سوريا مستهدفة». وقال رجال الدين «نؤكد أننا نقف مع الشعب السوري في مواجهة المؤامرة. نرفض كل أنواع التطرف الذي تشكله المنظمات الإرهابية». ودعا رجال الدين الجامعة العربية والأمم المتحدة إلى «تحمل مسؤولياتهما». ويعد وفد من الجامعة العربية وصل الخميس إلى دمشق لوصول خمسين مراقبا عربيا غداً إلى سوريا.وحمل المجلس الوطني السوري، أبرز حركات المعارضة، النظام «المسؤولية المباشرة» عن الاعتداءات، واتهم النظام بأنه أراد توجيه «رسالة تحذير للمراقبين (العرب) بعدم الاقتراب من المقرات الأمنية وأخرى للعالم بأن النظام يواجه خطرا خارجيا وليس ثورة شعبية تطالب بالحرية والكرامة».ويفيد تقدير للأمم المتحدة بأن قمع التظاهرات في سوريا أسفر عن 5000 قتيل على الأقل منذ منتصف مارس.