شهدت مدينة رام الله احتفالات صاخبة بعد موافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة على ترقية وضع السلطة الفلسطينية في الأممالمتحدة من “كيان” إلى “دولة غير عضو بصفة مراقب” وهو ما يعني ضمنا الاعتراف بدولة فلسطين. وما ان ظهرت نتائج التصويت على شاشات كبيرة وضعت في مركز المدينة حتى علت الصيحات وانطلق الرصاص في الهواء وسط تلويح المئات بالأعلام الفلسطينية ورايات حركة فتح. وقال جبريل الرجوب القيادي في حركة فتح وعضو لجنتها المركزية امام الجمهور ” نحن في هذه اللحظة الاستثنائية نطوي صفحة ونفتح صفحة جديدة بعد 65 عاما من الظلم والتشرد والعذاب.” واضاف “امامنا الطريق صعب الامر الذي يجب تحقيقه تجسيد الوحدة السياسية بعد هذه الوحدة الميدانية.” وشارك ممثلون عن مختلف الفصائل الوطنية والحركات الاسلامية في تجمع الحاشد عقد اليوم الخميس وسط ميدانية رام الله ظهرا قبل ان يعود التجمع مرة اخرى في ساعات المساء للاستماع الى خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الجمعية العامة ومتابعة نتائج التصويت. واستمع المئات من الشبان الى الكلمات التي القيت خلال الاجتماع المخصص للتصويت على قرار رفع مكانة السلطة الفلسطينية الى دولة بصفة مراقب من خلال شاشات كبيرة وضعت في مركز المدينة. وعمد تلفزيون فلسطين الرسمي الذي كان ينقل وقائع الجلسة الى قطع بث كلمة مندوب اسرائيل الدائم التي القاها بعد انتهاء الرئيس الفلسطيني من كلمته التي دعا فيها الجميعة العامة الى منح الدولة الفلسطينية شهادة ميلاد. وبدا الشاب رأفت الدويك في العشرينات من العمر سعيدا فيما كان يصفق الى جانب عدد من الشباب بعد صدور نتيجة التصويت وقال لرويترز “اليوم كان قرارا مصيريا بالنسبة لنا الشعب الفلسطيني واكيد حلمنا سيتحقق باقامة دولتنا وانهاء الاحتلال.” وفيما كانت المواطنة خلود بدار تذرف الدموع وهي تستمع الى نتائج التصويت قالت لرويترز “هذه دموع الفرح اليوم تحقق حلم والدي الذي استشهد.” واضافت “كنت قبل سنتين في زيارة الى مبنى الاممالمتحدة بكيت كثيرا هناك لان علم فلسطين لم يكن موجودا ولكنه بعد اليوم سيكون موجودا.” ورأي المواطن عبد الغني سلامة الذي يعمل موظفا في القطاع الحكومي التصويت لصالح رفع مكانة فلسطين “هذا يوم من ايام فلسطين المشهودة وهو خطوة نحو الاستقلال الحقيقي في مرحلة نضالية مستمرة.” ورغم الدعوات المتكررة لوقف اطلاق النار في الهواء الا ان عددا من الشبان المتحمسين واصلوا اطلاق نار من اسلحة شخصية خفيفة. وشهدت معظم المدن الفلسطينية مظاهرات مماثلة كالتي التي شهدتها مدينة رام الله احتفالا بهذا النصر المعنوي الذي تحقق برفع مكانة فلسطين الى دولة بصفة مراقب في المنظمة الدولية بالرغم من معارضة الولاياتالمتحدةالامريكية واسرائيل. ونظمت حلقات من الدبكة في ساحات المدن على وقع الاغاني الوطنية. ووافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة اليوم الخميس على مشروع قرار يقضي بترقية وضع السلطة الفلسطينية في الأممالمتحدة من كيان مراقب إلى دولة بصفة مراقب غير عضو وهو ما يعني ضمنا الاعتراف بدولة فلسطين. أيد مشروع القرار 138 صوتا وعارضه تسعة وامتنع 41 عن التصويت. رام الله (الضفة الغربية) | رويترز