حسن الظن هو الدواء الناجع لكل المواجع.. لا شيء يعدل السلام مع الذات وكافة الذوات.. وحسن الظن هو السلام مع الأنا والأنام. إن نفوسنا المسكينة بحاجة إلى السكينة مع نفسها ومع من نافسها كي ننعم براحة البال وحسن المآل. حسن الظن إيجاب، ومن دواعي الدعاء المستجاب «ادعوا ربكم وأنتم موقنون بالإجابة». حين نرفع أكفنا بالدعاء لرب السماء وحسن الظن يخامرنا بمولانا بأنه سيجيب دعاءنا فتلك إرهاصات الاستجابة «إني لا أحمل هم الاستجابة ولكني أحمل هم الدعاء» عمر رضي الله عنه. حسن الظن.. مطلب في الإدارة والقيادة.. إدارة بيوتنا وإدارة مكاتبنا.. مع أهلنا ومع أعمالنا.. نحسن الظن في تصرفات أهلنا لنعيش الجنة في دورنا.. نحسن الظن في تصرفات زملائنا كي ننعم بالإنتاجية وروح الأمل مع فريق العمل.. نحسن الظن في الآخر في كل مكان وزمان. كن جميلاً تر الوجود جميلاً بل كن جميلاً تر الوجود أجمل.. «أنا عند ظن عبدي بي» حديث قدسي.. وحيث إن الأصل في المسلم السلامة والعدالة فكيف لا نحسن الظن به؟ ولماذا تقديم سوء الظن في الآخر رغم أنه منهي عنه ديانة؟ بل هو إثم «إن بعض الظن إثم». وإن تعجب فعجبٌ أن تجد من يمارس سوء الظن هذا هم فئة ممن ينتظر منهم تسنم الخطاب الفكري الأيديولوجي. إعمال حسن الظن مهارة يجيدها أصحاب النفوس النقية الطاهرة، وبالتالي تنعكس على سلوكنا وتصرفاتنا تجاه الآخر وتجاه كافة شؤوننا اليومية. حين يلقي عليك التحية شخص غريب -مثلاً- فإن كنت تنعم بمبدأ حسن الظن (الإيجابية) فإنك ستظن به خيراً، وأنه شخص مؤدب طيب مهذب، عندها يقوم العقل الباطن بإرسال موجة من الذبذبات الإيجابية يفهمها المخ والأعصاب فتنعكس بإيجابية أيضا على السلوك والتصرفات حيال هذا الشخص. والعكس صحيح؛ فصاحب مبدأ سوء الظن (السلبية) يظن بملقي التحية الغريب هذا أنه يريد أن يستوقفه لأمر سوء فتنطلق الذبذبات السلبية للعقل الباطن ومنها إلى الأعصاب التي تعكس سلوكاً خاطئا تجاه الآخر. والأمثلة في هذا الشأن كثيرة لا تحصى. ما أجمل إحسان الظن، وما أجمل الحياة مع هذه المهارة!