أكد الدكتور خالد السلطان مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن أن بناء نظام ابتكاري متكامل هو الخطوة الأهم في طريق بناء اقتصاد معرفي ينوع مصادر الدخل الوطنية ويجنب المملكة الاستمرار في الاعتماد على النفط كمصدر للدخل. وذكر في احتفال جامعة الملك فهد للبترول والمعادن أمس، بمناسبة تجاوزها مائة براءة اختراع الذي تم تنظيمه في معهد البحوث في الجامعة أن الجامعة تجاوزت كل التوقعات وتخطت سقف خططها الاستراتيجية في مجال براءات الاختراع، فبعد أن امتلكت خمس براءات اختراع في عام 2005 تحتفل اليوم بتحقيق 113 براءة اختراع أكثر من نصفها تم تحقيقه في عام 2012. وبين أن تكريم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للعلماء والمخترعين وتقليدهم أرقى الأوسمة في المملكة أوضح مدى اهتمام القيادة بالبحث العلمي والابتكار، وقال «لقد أعطانا رسالة واضحة بأن نحث الخطى ونعمل على التخلص من الاعتماد على النفط كمصدر رئيس للدخل»، وأضاف «لقد أخذ أساتذتنا وباحثونا وطلابنا الأمر بجدية وبذلوا جهوداً كبيرة لتحقيق الهدف، كما أن إدارة الجامعة بذلت جهوداً كبيرة لتذليل الصعوبات، وكان مركز الابتكار الذي أنشأته الجامعة أحد أهم العوامل التي ساعدت الباحثين في الحصول على براءات اختراع». وقال إن الجامعة مهدت للخطوات القادمة من خلال بناء نظام ابتكاري متكامل، فقد أسست وادي الظهران؛ حيث توجد كبريات شركات النفط والغاز ويضم حاضنات التقنية، كما أسست شركة وادي الظهران الذي يمثل الذراع التسويقي وسيساعد كثيرا في الحصول على تراخيص التقنية والملكية الفكرية وتسويق منتجات الجامعة الفكرية، وتابع «نأمل بهذا النظام الابتكاري المتكامل أن نستثمر براءات الاختراع بالشكل الأمثل ونحصل على أفضل قيمة من الابتكارات». ولفت إلى أن من أهم ما يميز تجربة جامعة الملك فهد في مجال الابتكار اشتراك الطلاب في هذه الأنشطة وتسجيل جزء كبير منها بأسماء الطلاب مشيرا إلى أهمية ذلك في مسيرة الطلاب بعد تخرجهم. من جانبه، ذكر المشرف على وادي الظهران سمير البيات أن الجامعة تميزت في التعليم العالي وخرجت كوادر متميزة شغلت مناصب قيادية في قطاعات مهمة. كما تميزت في مجال البحوث الأساسية والتطبيقية. وأوضح أن العمل الفعلي بدأ مع إنشاء وادي الظهران في عام 2006؛ حيث نجحت الجامعة بالتعاون مع أرامكو في اجتذاب العديد من الشركات الكبرى إلى الوادي، وأضاف أن وادي الظهران في وضعه الراهن يشكل نموذجا فريدا بحيث لا يوجد في العالم أي مجمع تقني متخصص بقطاع النفط والغاز والبتروكيماويات يجمع هذا العدد من الشركات. ولفت إلى أن الجامعة حصدت في عام 2006 براءتي اختراع فقط وفي عام 2012 استطاعت تحقيق 54 براءة اختراع وقبل انتهاء السنة سيرتفع العدد إلى 60 براءة اختراع في عام واحد، وأوضح أن ذلك يبرز مدى النقلة التي حققتها الجامعة في مدة قصيرة جدا جعلها في قائمة أهم 50 جامعة في العالم في هذا المجال. وبين أن جميع أقسام الجامعة شاركت في تحقيق براءات الاختراع كما أن الجامعة تتصدر جامعات العالم في براءات الاختراع في مجالات محددة مثل بعض أنماط الأطياف الضوئية.