قالت النائب في البرلمان العراقي عن القائمة العراقية ندى إبراهيم الجبوري في حوار مع «الشرق» بأن دعوة خادم الحرمين الشريفين لقيام اتحاد خليجي يأتي من خلال المسؤولية التاريخية التي يتحملها الملك عبدالله بن عبدالعزيز إزاء شعبة وشعوب دول مجلس التعاون الخليجي، وأضافت بأن كلمة جلالة الملك في الجلسة لافتتاحية للقمة 32 التي بدأت أعمالها أول أمس تدلل وبما لا يدع مجالا للشك أنها صادرة من قلب وعقل صادق. وكان ل «الشرق»معها الحوار التالي: - كيف ترين دعوة خادم الحرمين الشريفين في قمة 32 لمجلس التعاون الخليجي لاتحاد خليجي عوضا عن منظومة مجلس التعاون؟ – بكل تأكيد تأتي دعوة خادم الحرمين الشريفين لقيام اتحاد يأتي من المسؤولية التاريخية التي يتحملها الملك عبد الله بن عبد العزيز إزاء شعبه وشعوب المنطقة لاسيما أن هناك تهديدات إقليمية ودولية تريد ضرب المنطقة وتحقيق مصالحها القومية، وأقول لقد تابعت كلمة الملك عبدالله ووجدتها صادرة من عقل وقلب صادق آمل أن ينجز هذا الاتحاد الذي سينعكس دون أدنى شك على المنطقة العربية بأسرها. - كيف ترين دور المملكة خاصة ما يبذله خادم الحرمين الشريفين من جهود حثيثة في الملف العراقي والملفات العربية الأخرى؟ – المملكة حريصة في سياستها على مصلحة الشعوب العربية وإن جلالة الملك خادم الحرمين الشريفين أعزه الله يعمل من أجل مصلحة سوريا والعراق وفلسطين ومصر والكثير من الملفات العربية وبخطى ثابتة وتجربة عميقة. - كيف تنظرين إلى مبادرة خادم الحرمين الشريفين التي أطلقها لحقن دماء الشعب السوري؟ – سوريا قلب الأمة العربية وهى تاريخ العرب، ومصيرها يعنى جميع الدول العربية ويضمن المخاطر المحدقة بها، والتركيبة الداخلية التي لا يخدمها الصراع وهناك قلق كبير على سوريا من الذهاب إلى منزلق خطير اتخذ خادم الحرمين الشريفين موقف ناضج لإنقاذ سوريا، وتأتي المبادرة العربية وتوقيع سوريا على البروتوكول ودخول المراقبين خلال 72 ساعة هي فرصة الساعات الأخيرة. - أطلق المالكي مبادرة بخصوص الشأن السوري أليس من الأولوية أن يتجه بمبادراته للوضع العراقي المتأزم والعمل على إصلاح البيت الداخلي أولاً؟ – المبادرة التي أطلقها رئيس الوزراء جاءت بمبادرة لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، وكذلك بمطلب من نبيل العربي أثناء زيارته لبغداد ومناقشة عقد مؤتمر القمة العربي في بغداد مارس القادم وبالتالي أرسل وفد حكومي عراقى سوريا، ولا يمنع الوضع العراقي المتأزم من أن يلعب العراق دورا في حل الأزمة في سوريا، والعراق بحد ذاته وموقعه الجغرافي وتاريخه وأهميته وعلاقاته يستطيع أن يلعب هذا الدور وفي الأسبوع القادم يزور وفد من المعارضة السورية بغداد، تبدو الأمور غير مقنعة لكن ما يحدث في كل المنطقة يستدعي أن لا نقف ساكتين. الملف السوري ملف شائك وهناك محور إقليمي مهم ومؤثر في هذا الملف. - بينما يواصل العراقيون فرحتهم بالانسحاب الأمريكي أثارت مذكرة اعتقال نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي توترا لدى القائمة العراقية خاصة بعد انسحاب نواب من القائمة العراقية من الجلسات البرلمانية؟ - إن الانسحاب الأمريكي هو حدث الساعة المهم ولا ينسى أي عراقي أننا تحررنا من هذا الغزو الذي قتل شبابنا وهدم بنيتنا التحتية وهو حدث كبير سيبقى في ذاكرة كل العراقيين ولكن مذكرة اعتقال طارق الهاشمي وطلب المالكي إقالة نائب رئيس الوزراء صالح المطلك على إثر تعليقات إعلامية له، جاء قرار انسحاب القائمة العراقية، أعتقد أن العراق يفتقد إلى مؤسسات رصينة تستطيع أن تضع الدولة في مكانتها كما يحتاج إلى تعديلات دستورية وإلى مقصلة تشريعية لتحرك عجلة التنمية، نحتاج إلى حكومة عراقية وطنية ومهنية مائة بالمائة، ولابد من الابتعاد عن سياسات الإقصاء والتهميش ومطلوب مصالحة وطنية حقيقية. - رئيس الوزراء نوري المالكي طلب سحب الثقة من صالح المطلك وهو ربما كان الأصلح من غيره في المشهد السياسي العراقي ماذا يعني ذلك؟ - الموقف من صالح المطلك جاء من الفشل ببناء الثقة بين الطرفين وموضوع الاعتقالات التي تمت مؤخرا وبالتالي كانت هناك صعوبة باستمرارية العمل رغم أن المطلك يمثل العراقية في الجنوب وفى النجف وفى الأنبار وهو زعيم الجبهة العراقية للحوار الوطني التي انبثقت من الشعب ولم تأت من خارج العراق وتحمل هموم الشعب. ويبدو أن التطلع إلى الديمقراطية وحرية الرأي من الصعب تحقيقه في الوقت الحالي. - عرف عن السيد المالكي لغة التحريض والعزف على وتر الوطنية، إلا أن البعض يعتبر أنه سببا رئيسيا بما حل بالعراقيين من مآسي واضطهاد ونهب للثروات وانتهاك السيادة الوطنية،كيف تنظرين إلى ذلك؟ – أرى أن من سبب الإقصاء والتهجير والقتل ومن ساعد على ممارسته هو الاحتلال الأمريكي وقبل كل شيء، الفساد المالي والإداري وبريمر أكبر مثال هو وقراراته على ذلك. - هل يمكن القول أن السيد رئيس الوزراء يخطئ عندما يعتقد بأن خطابه الراهن سيحقق له مستقبلا سياسيا لاسيما أن نجوميته قد أفلت؟ – سحب الثقة من صالح المطلك أو رئيس الوزراء، ليس بالعملية السهلة فالحكومة تشكلت بتوافقات سياسية بين كتل كبيرة بعد اجتماع أربيل ومباركة معظم الدول العربية ودول إقليمية يهمها استقرار العراق وبتوافقات كبيرة، سحب الثقة عن المطلك تعنى قائمة بأكملها كبيرة مثل التحالف الوطني او العراقية وهى عملية صعبة جدا لأنها ستؤدى إلى انهيار الحكومة ومن الصعب إعادة تشكيلها. - كيف ترين سير العملية السياسية في المشهد العراقي؟ – هناك خطر كبير وإنذار عالى الدرجة في مرحلة الانسحاب الأمريكي من موضوعين رئيسيين أولهما انهيار العملية السياسية وسيطرة القاعدة على مواقع مهمة من حياة الناس وهذا يعنى انهيار الدولة وثانيهما الذهاب إلى الأقاليم والفيدراليات، مما يأخذ العراق إلى التقسيم لا سمح الله إما بجهل بحقيقة الموضوع أو من سياسة التهميش وعدم تقاسم الثروات وعدم بناء المؤسسات التي توفر الخدمات، أو من هم مدفوعين بأجندات خارجية لتمزيق البلاد إلى دويلات صغيرة وضعيفة، تستفيد منه قوى إقليمية وهذا يعنى تفتيت المنطقة كلها. إن الوعي الحقيقي بأصل الأزمة والذهاب إلى حلول سياسية مبنية على مصلحة الوطن والشعب العراقي وتبادل الرأي مع دول التعاون الخليجي ودول المنطقة وتواجد العراق بالحاضنة العربية هو من يحل الأزمة الحالية .