قدم الشاعر والأديب حسين بن أحمد الزيداني في ديوانية ألمع الثقافية التي تشرف عليها لجنة التنمية الاجتماعية في محافظة رجال ألمع، ورقة بعنوان “الإعلام البديل.. المنتديات الإلكترونية أنموذجاً”، فعرَّف مصطلح الإعلام البديل الذي وصفه بأنه نافذة من نوافذ الثورة التقنية الهائلة التي أحالت كل الأصعدة إلى قرية صغيرة، ما جعل اللحاق بها أمراً عسيراً. وحول التغيير الذي أحدثه الإعلام الإلكتروني، أو الإعلام الجديد، حسب وصفه، ذكر أن الإعلام الإلكتروني امتلك مساحات شاسعة على حساب الإعلام الورقي، واستشهد بالمقال الإلكتروني الأول للدكتور عبدالله الغذامي، الذي نشره في إحدى الصحف الإلكترونية، وذكر فيه أنه أمضى أربعة عقود وهو يكتب في الصحف الورقية والمؤلفات المطبوعة، في حين كان يراقب ثورة الاتصالات الحديثة والإعلام البديل، ثم قرر بعدها أن يخوض تجربته الأولى من خلال نشر المقالات في المواقع الإلكترونية، موضحاً أن عدد قراء ومتصفحي ذلك المقال بلغ رقماً كبيراً لا يمكن وصفه، ما جعله يواصل الكتابة الإلكترونية لسرعة نشرها، وأيضاً للعدد الكبير من المتابعة التي تثبتها لغة الأرقام. وانتقل الزيداني إلى تأثير الصحف الإلكترونية على الصحف الورقية، وتأثيرها من حيث غياب مفردة السبق الصحفي، التي بدأت تؤثر على الإعلام الورقي، إلا أنه رأى أن الصحف الورقية تظل لها نكهتها، ومصادرها أوثق من الصحف الإلكترونية. وذكر أن المنتديات فتحت الطريق أمام الصغير والكبير، والذكر والأنثى، وأصبح المجتمع أمام منتديات تهتم بالجانب الإبداعي الذي يناقش الكلمة الجميلة والمعبرة، والفكرة الآسرة، وتنحصر موضوعاتها في الفكر والشعر والقصة القصيرة والرواية والفنون، إلا أن هذه المنتديات حسب وصف الزيداني عمرها قصير، وسيصبح التواصل معها ضعيفاً لأسباب يرى أن أهمها: ندرة النقاد الفعليين على مستوى الوطن، وسلبية مرتادي المنتديات، الذين لا يناقشون إلا ما يقومون بطرحه، إضافة إلى ضعف ذائقة المتلقي لما يكتب في بعض الفنون. عقب ذلك تحدث عن حرية المنتديات، وتأثيرها على المجتمع، وعن الأسماء المستعارة الإيجابية والسلبية، واستشهد ببعض الأسماء المستعارة الإيجابية لبعض الأدباء والمثقفين، مثل الأديب الحي، الذي اقترن بالأديب محمد حسن عواد، ودائم السيف، الذي ارتبط بالأمير خالد الفيصل، وبنت الشاطئ للكاتبة والأديبة الدكتورة عائشة بنت عبدالرحمن، وتاسيت للأديب الشهير طه حسين. وختم ورقته بتساؤل حول تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الصحف الإلكترونية والمنتديات. وعلق الدكتور والأكاديمي عبدالرحمن الجرعي على الورقة قائلاً إن مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديداً تويتر، ستخلق أدباً جديداً، بسبب تقليص الفكرة المراد طرحها في عدد بسيط من الحروف، ومن خلالها يتم ضغط الفكرة المراد إيصالها إلى المتلقي.