التقتهما «الشرق» في مقر البعثة البحرينية، ورغم أنهما تجاوزا الستين إلا أنهما يعملان بنشاط الشباب وحماستهم. محمد جاسر، وفؤاد علي، كلاهما حج أكثر من عشرين مرة. محمد أو أبو صلاح كما يناديه المحيطون به، يشغل منصب المسؤول العام عن البعثة، ويشرف على 8778 حاجا، موزعين على 42 حملة، حين سألته إذا ما كانت حجاته كلها مع البعثة البحرينية؟ ضحك وقال: «حين حججت أول مرة في العام 1969م، لم تكن هناك بعثة للبحرين بعد»، مشيرا إلى أنه بدأ مع البعثة البحرينية كمشرفٍ في العام 1979م. أما فؤاد علي الذي يعمل مساعدا لأبي صلاح، فذكر ل»الشرق» أنه قَدِم أول مرة إلى مكة عام 1975م، وكان وقتها بين نخبةٍ من الكشافة تم اختيارهم من مختلف دول العالم لمسح مشعري منى وعرفات، ثم عمل بعد ذلك مع البعثة البحرينية عند انطلاقتها، ولم يفوت القدوم إلى مكة منذ ذلك التاريخ، ويقول فؤاد: إن أكبر مشكلة تواجههما هو ومحمد عدم مقدرتهما على الحج كل عام، حيث يضطران أحيانا إلى المكوث طيلة أيام الحج في منى، الأمر الذي يمنعهما من الحج. ولا يقتصر عمل محمد على البعثة فقط، بل يساهم أيضا مع الشباب العاملين معه في مساعدة رجال الأمن يوم النحر، ويقول: «أرسل الشباب دائما لمساعدة رجال الأمن والكشافة، ونقل الحالات الطارئة التي تحدث بالقرب من مقر البعثة إلى العيادة الخارجية للبعثة، حيث يرابط الدكتور علي البقارة للكشف عليها». وحين أردنا الحديث مع الدكتور علي اعتذر لانشغاله بمعالجة حالات طارئة، مبينا أنه استقبل في اليوم العاشر حالات بعضها حرجة منها حالتان لامرأتين باكستانيتين، أوصى بتحويل إحداهما إلى مستشفى النور، مبينا أن عيادة البعثة مشرعة لكل مريض من الحجاج بغض النظر عن جنسيته.