رفعت عجوز سبعينية يديها وقالت «ربي يحفظكم» وذرف مسن الدموع بعد أن انتشلته أيديهم من موت الزحام، فيما عجز حاج إفريقي عن التعبير بعد أن نقلوه بكرسية المتحرك إلى منطقة آمنه، ثلاثة مشاهد في قصة مصورة وثقتها (الشرق) في مدينة البياض، وشهدت أيامها المقدسة على فصولها الدقيقة. ومابين مشهد وذاك، كان رجال الأمن هم صناع هذه المشاهد الإنسانية والبطولية في وقت اعتاد بعض الحجاج على (القمع) و(الإذلال) مِنْ مَن يلبسون البدلة العسكرية في بلدانهم، في وقت استطاع من يلبس البدلة العسكرية في المشاعر أن يغير ما ساد لدى البعض، وذلك بعد أن شكل رجال الأمن دروعا بأجسادهم لحماية الحجاج، ومسحوا بأيديهم دموع من ضاع منهم، وحملوا من عجزت قدماه عن حمله، وأعادوا من ضلَّ طريق العودة. هذه المشاهد، صادق بها جنود خادم الحرمين الشريفين على مكانة المملكة الإنسانية، ولمساتها الحانية التي عانقت شعوب العالم في بلدانهم، ولمسوا بلسمها في أطهر البقاع. يرشد حاجا ويعبر بمسن الطريق واثنان يساعدان مسنا مقعدا على العبور رجال أمن يوزعون المياه على الحجاج ويساعد في حمل الكرسي وهنا يساعد مرور حاجة وكرسيها المتحرك .. وينظم الحركة بوسط الطريق سياج بشري من رجال الأمن لحماية الحجاج من المركبات (تصوير: محمد الزهراني)