استمرت طائرات الأسد لليوم الثاني على التوالي قصف مدينة عربين والريف الدمشقي بقذائفها موقعة مزيدا من الدمار والقتل بين المدنيين، وقالت لجان التنسيق المحلية أن الطائرات استهدفت بالقنابل الفراغية مدينة عربين وأحدثت دمارا هائلا في مبانيها فيما واصلت المدفعية الثقيلة والهاون القصف العنيف على مدينة حرستا ودوما والريف المحيط، في وقت شهدت أحياء دمشق والريف الدمشقي مواجهات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام وخاصة في مدينة دوما بريف دمشق حيث هاجم الجيش الحر عدة حواجز لقوات النظام في الغوطة الشرقية، ودارت مواجهات عنيفة في محيط قاعدة “وادي الضيف” قرب مدينة معرة النعمان وفي حلب جرت اشتباكات في حي الميدان ومحيط هنانو، بينما واصل الطيران الحربي قصف مدن وحمص حلب وإدلب ودير الزور والبوكمال شرق البلاد بشكل عنيف كما ذكرت لجان التنسيق المحلية. ومن جهة أخرى قال ناشطون إن المفاوضات ما زالت جارية بين حزب “البيادي” (وهو حزب العمال الكردستاني الذي ينشط في سوريا) والجيش الحر للتوصل إلى اتفاق ينهي المواجهات التي نشبت بينهما يوم الجمعة الماضي في حي الأشرفية بمدينة حلب بعد سيطرة الجيش الحر والثوار على الحي، فيما ذكرت مصادر كردية ل”الشرق” أن الأحزاب الكردية في ريف حلب ومنطقة الجزيرة غير راضية عن ممارسات الحزب المذكور وأن بعض هذه الأحزاب يدفع الجيش الحر باتجاه وضع حد لممارسات هذا الحزب، خاصة بعد أن أقدمت قوة مسلحة مؤلفة من أكثر من عشرين سيارة مدججة بالسلاح تابعة لما يسمى قوات الحماية الشعبية التابعة لحزب “البيادي” بهجوم عنيف على مكتب حزب “يكيتي” الكردي في سوريا في مدينة “عين عرب” وأطلقوا النار عليه وأنزلوا علم الثورة السورية المرفوع على سطح المكتب ومزقوه، وحطموا واجهة المكتب. وكان المكتب الإعلامي لجامعة حلب ذكر أول أمس أن مسلحي حزب العمال الكردستاني هاجموا مدينة عندان من الجهة الشمالية بالاشتراك مع شبيحة بلدتي “نبل” و”الزهراء” وذلك تخفيفاً للضغط عن كتائب الأسد في موقع “الليرمون” المحاصر قرب عندان. وكانت المواجهات بين الطرفين بدأت يوم الجمعة عندما خرجت مظاهرة من أمام جامع صلاح الدين الأيوبي بحي الأشرفية بحماية الجيش الحر ورفعت علم كردستان مؤكدة على وحدة الشعب السوري، وفي المقابل خرج مجموعة شبان في حي الشيخ مقصود وهتفوا ضد دخول الجيش الحر إلى الحي ورد الأخير بإطلاق الرصاص في السماء، لتكون شرارة المواجهات بين الحزب الكردي والجيش الحر قد أسفرت عن مقتل أكثر من عشرة عناصر من الجيش الحر فيما سقط خمسة قتلى من “البيادي”، وإثر ذلك قطع الجيش الحر الطريق الواصل بين عفرين وحلب، وجرت عمليات خطف متبادلة بين الطرفين. في حين أكدت مصادر أخرى أن الاشتباكات في الأشرفية وعمليات الخطف جرت بين “البيادي” وجبهة النصرة، وأن هذه الأخيرة هي التي خطفت حافلتين أغلب ركابهما من الأكراد. يذكر أن حزب “البيادي” يقوم منذ اندلاع الثورة الثورية بالمشاركة في قمعها مع قوات النظام وأعطي صلاحيات واسعة في المناطق الكردية بما فيها السيطرة على المراكز الحدودية وجباية عائداتها، كما تسود حالة تذمر من ممارساته في أوساط الأحزاب الكردية بعد إقدامه على خطف عديد من كوادرها ونشطائها للمخابرات السورية. دخان يتصاعد جراء القصف على مدينة عربين (رويترز)