استطراداً لمقال الأسبوع الماضي عن الأسهم كاستثمار طويل الأجل ومناسب للادخار. بقي السؤال الثالث والأهم بالنسبة لأغلب المستثمرين: كيف أنتقي الأسهم الجيدة وما هو الأفضل؟ للإجابة عن هذا السؤال يجب على المستثمر وضع “الهدف الاستثماري” الذي من خلاله يمكن انتقاء السهم المناسب. وتنقسم الأهداف الاستثمارية في الأسهم إلى نوعين رئيسيين: الأول: نمو رأس المال وهو ما يطمح إليه أغلب المستثمرين إن لم يكن جميعهم، والثاني هو الدخل الدوري أو المنتظم والذي عادة ما يتأتي عن طريق التوزيعات النقدية الثابتة لأسهم بعض الشركات. ويتحقق الهدف الأول عندما يقوم المستثمر بشراء السهم على أمل صعود السعر ومن ثم بيعه ويطلق عليه (جني أرباح) في سوقنا السعودية. وهنا يكمن سؤالان: هل المستثمر قادر على تحمل مخاطر هبوط سعر السهم؟ ما هو “الزمن الاستثماري” للمستثمر بحيث يمكنه الإبقاء على الأسهم دون بيعها إلى أن يتحقق الهدف من شرائها؟ لو كانت الإجابة بنعم للسؤال الأول فيمكن للمستثمر الانتقال للسؤال الثاني وتحديد المدة الزمنية القصوى التي يمكنه خلالها تجميد رأس المال في السهم بحيث يشهد نمواً خلالها. نقطة أخرى وهي أن المستثمر كثيرا ما يجزم بأفضلية العقار عن الأسهم على المدى الطويل (والقصير كذلك)، وهنا يجب التذكير بعدة نقاط: كل من أسواق العقار والأسهم تعتبر استثماراً طويل الأجل، لكن الفرق الرئيسي يكمن في عنصر “السيولة” و”تكلفة الإجراءات”. فعملية شراء وبيع الأسهم سريعة ورخيصة نسبياً بحيث يمكن للمستثمر استرداد أمواله (أو جزء منها في حالة الخسارة) في ظرف دقائق وبعمولة بسيطة، وذلك بعكس العقار والأراضي حيث مدة الانتظار أطول وتكلفة العمولات أعلى. وعادة ما ينصح المستثمر بتخصيص حوالى %10 من محفظته للاستثمار العقاري أما الأسهم فيخصص لها من 30-60 % من المحفظة بحسب عمر المستثمر وأهدافه الاستثمارية. ونصيحتي الأخيرة للشباب المبتدئ: استثمارك هو الطريق الصحيح للمدخرات، فابدأ مبكراً قبل فوات الوقت.