أول اشتباك بين العرب والمسلمين مع روسيا كان في أفغانستان، عندما دحر المقاتلون المدعومون من الغرب جيش الاتحاد السوفييتي في أفغانستان. ويحلو للروس القول إن الذي هزم هو الجيش السوفييتي وليس الروسي. هذه الحرب أنتجت طالبان والقاعدة، ومعروف كيف أن بندقية هؤلاء ارتدت نحو الغرب بعد هزيمة السوفييت. الأمر الذي أدى إلى تعاون الغرب مع روسياوإيران في إعادة احتلال أفغانستان. اليوم يتخوف الغرب من هذه التجربة التي دفع ثمناً باهظاً فيها وعد أنه ارتكب أخطاء استراتيجية حاول أن يعوضها في العراق بالتعاون مع إيران، إلا أن النتائج لم تكن باهرة أيضا. ففي العراق قامت إيران بغدر العرب وبعدها وجهت سهام غدرها للغرب للاستفراد بالعراق. هذه أيضا هي تجربة الغرب مع إيران، تجربة ليست أفضل من التجربة مع العرب في أفغانستان .. لكن تجربتها في العراق تمت مع السلطة في إيران، أما تجربة الغرب في أفغانستان فلم تكن مع دولة عربية أو إسلامية وإن كانت باكستان تشكل في حينه عنوانا لهذه التجربة وحاضنة لطالبان. في التجربة السورية، تخوف غربي من صعود الإسلاميين المتطرفين، هذا تخوف في محله ولكن من المسؤول؟ أليس التقاعس الدولي والصمت عن جرائم النظام السوري وأطماع أعوانه في إيران وتواطؤ روسيا. كل شيء له ثمن ولكل فعل ردة فعل مساوية في القوة ومعاكسة في الاتجاه هذا ما يجب على الغرب أن يتعلمه من دروس المنطقة.