قال صلى الله عليه وسلم: « إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير» وهذا حديث صريح، لكنه لا يتعدى منبر الجمعة! تتناقله الحناجر لكنه أبى أن يدخل العقول! كلام الرسول هو طريق الفلاح لكن كلام الناس أهم فتنة وفساد ما سبق حقيقة وإليكم الدليل، فتاة كالملاك على الأقل في قلبه! كانت بالنسبة له نهاية النجاح والهدف الأخير في أول وظيفة التي لم تتعدَّ ألفي ريال، كان الهدف الأول له أن يصل لراتب يرضيها قبل أن يرضيه! وهو ما حصل، زاد دخله وزاد إصراره على أن تكون له! وعندما أصبح جاهزا بأن يكونا معا بشكل رسمي تقدم لخطبتها كان معتقدا أن حبهما هو الطريق السريع للزواج ولكن بعد أن تقدم لها جاءه اتصال من ولي أمرها يخبره بالصاعقة: مستحيل أن نزوجك بنتنا! بسبب لونه! هكذا بسهولة لا يمكن لقصة حب أن تكتمل بالحلال؛ لأن لون البشرة اختلف! انهارت خمس سنوات من الحب، خمس سنوات كانت ستصبح عقودا من الحب لكن الجهل كشف الحقيقة! بعد أن أصبح حبه محرما، اختار أو اختير له أن يتماشى مع التقاليد أن يتزوج على أهواء الغير، حقيقة لم يعد يبالي من تكون البديل! وفي ليلة زواجه صافح المدعوين وتعلوه ابتسامة صفراء تكشف عن «زواج تحصيل حاصل» وأتساءل لماذا يوافق الإنسان على مثل هذه الأمور أمور؟ لماذا يشارك شيوخ الدين قبل العامة في تشريع عادات وتقاليد تخالف الشرع في أمر الزواج وهناك من رُفض بسبب القبيلة! لقد أصبحت الفتاة السعودية تعمل وتجد من أجل تحقيق ذاتها وهي الأحق باختيار حياتها.. وأهمها شريك حياتها. إن نشوء علاقات حب بين الشاب والفتاة أمر طبيعي، وليس أمرا فاضحا، بل هو أساس الزواج ومع هذا فقومي يخشون الحب! الحب والعشق منذ قديم الأزل، الحياه تبدأ بالحب وتنتهي به، هل الحب أصبح «محرما» بين فئات المجتمع؟ هل من المفترض أن يكون الحب بين أبناء القبيلة الواحدة فقط؟! أيها الآباء استمعوا لبناتكم، ومن ترضون دينه وخلقه فزوجوه. شيوخنا الأعزاء، انزعوا العصبية القبلية فنحن عند الله سواء، ولاتنسوا نحن نعيش تحت سماء واحدة وفي وطن واحد.