تتهم محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة الزعيم السياسي السابق لصرب البوسنة رادوفان كرادجيتش، الذي بدأ أمس عرض أدلته لنفي التهم، بأنه حاول «طرد المسلمين وكروات البوسنة إلى الأبد من الأراضي التي يطالب بها صرب البوسنة». وقال كرادجيتش أمام المحكمة أمس إنه بذل كل ما بوسعه «لتجنب الحرب ولا يجب اتهامه بل مكافأته»، وأضاف بهدوء في مستهل جلسة الأمس «لا يجدر اتهامي بل مكافأتي على كل الأعمال الحسنة التي قمت بها، بذلت كل ما يمكن لإنسان القيام به لتجنب الحرب والحد من المعاناة البشرية». وتابع «لم يخطر لأحد أن إبادة ستحصل في البوسنة»، مشددا على أنه رجل «لطيف ومتسامح ويتمتع بقدرة كبيرة على تفهم الآخرين»، وذلك أمام أنظار أمهات عدد من ضحايا المجازر المتهم بها وناجين منها احتشدوا جميعا في قاعة المحكمة في لاهاي بهولندا. وكرادجيتش متهم أمام المحكمة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب خلال حرب البوسنة (1992 – 1995) التي أسفرت عن سقوط نحو مائة ألف قتيل، وهو متهم أيضاً بارتكاب مجزرة أوقعت قرابة ثمانية آلاف قتيل في سريبرينيتسا (شرق البوسنة) في يوليو 1995، وهي أسوأ مجزرة ارتُكِبَت في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. ويعتبر رادوفان كرادجيتش (63 سنة) العقل المدبر لتلك الحرب التي أدت إلى نزوح 2.2 مليون شخص، وجاء في مذكرة الاتهام أنه كان «أعلى سلطة مدنية وعسكرية» في جمهورية صرب البوسنة بين 1992 و1996. وتقول مذكرة الاتهام أنه «وضع مع أشخاص آخرين المشروع المشترك للتخلص من مسلمي سريبرينيتسا عبر قتل الرجال والصبيان وطرد النساء والأطفال وبعض الرجال المسنين بالقوة». وفي يونيو، بُرِّىء كرداجيتش من الإبادة في بلدات في البوسنة بين مارس وديسمبر 1992 لكنه بقي ملاحقا بعشر تهم أخرى. ووردت في المذكرة تفاصيل عمليات مطاردة وتصفيات وجرائم قتل ونفي وأعمال غير إنسانية واغتصاب واحتجاز رهائن ارتُكِبَت في 27 منطقة بوسنية وفي سريبرينيتسا أيضا.