أكدت المملكة دعمها المطلب الفلسطيني بإقامة دولة مستقلة ضمن حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشريف. وأوضح المندوب السعودي الدائم لدى الأممالمتحدة عبدالله بن يحيى المعلمي، في كلمةٍ له أمس الأول أمام مجلس الأمن في نيويورك، أن المملكة تطالب بالانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلي من جميع الأراضي العربية المحتلة ووقف اعتداءاتها على القدس والحرم الشريف. وقال المعلمي «إن إسرائيل تستمر في احتلالها الأراضي الفلسطينية والعربية وعدوانها على المقدسات الدينية وانتهاكاتها القوانين الدولية، وفي المقابل تستمر الأممالمتحدة في تجاهل نصرة الحق والسكوت عن العدوان الظالم»، ورأى أن الفلسطينيين مازالوا يأملون في نصرة المجتمع الدولي لهم وتمكينهم من إقامة دولتهم. وشدد على دعم المملكة لذلك ودعوتها أيضاً إلى الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلي من جميع الأراضي العربية المحتلة، بما فيها الجولان العربي السوري ومزارع شبعا وبقية الأراضي اللبنانية المحتلة. وأضاف «استمرت إسرائيل في أساليبها المقيتة المتمثلة في الاعتداء على المقدسات الدينية وقامت خلال شهر أكتوبر الحالي باقتحام المسجد الأقصى الشريف وهاجمت المصلين بالقنابل الصوتية، وقبل ذلك قام المستوطنون الإسرائيليون وقوات الاحتلال بشن أكثر من ستين هجوماً على مقدسات دينية في القدس الشريف». وبيّن المعلمي أن المملكة وبحكم مسؤوليتها عن المقدسات الإسلامية ورعايتها الحرمين الشريفين، تنظر باهتمام بالغ وقلق عميق إلى استمرار إسرائيل في الاعتداء على القدس وعلى الحرم الشريف على وجه الخصوص، والمحاولات المستمرة لهدمه وحرقه وتدنيسه وتقويض أساساته، كما أنها تلفت الانتباه مجدداً إلى مخططات تنوي إسرائيل تنفيذها لتوسيع حلقة الهدم والتهجير وتكثيف الاستيطان. وأردف «إن أدق وصف لعمليات الاستيطان غير المشروعة التي تنفذها إسرائيل هو أنها سرطان يهدد حل الدولتين ومخالفة صريحة للقانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة التي تحظر على سلطات الاحتلال تغيير الطابع الجغرافي والديمغرافي للأراضي المحتلة». وبيَّن أن المملكة تضع حل القضية الفلسطينية على رأس أولوياتها، وتؤكد دعمها الكامل لطلب فلسطين الحصول على العضوية الكاملة في الأممالمتحدة والمنظمات التابعة لها، وتابع «كخطوة نحو هذا الهدف تدعو المملكة إلى تأييد المسعى الفلسطيني في هذا الشأن». وكان مجلس الأمن الدولي عقد مساء أمس الاول جلسة مناقشة مفتوحة في مقره بنيويورك للنظر في عدة قضايا تتعلق بالأوضاع في منطقة الشرق الأوسط. المعلمي: ساعة رحيل الأسد أزِفَت.. ولا يمكنه بناء حكمٍ على الجماجم رأى مندوب المملكة الدائم لدى الأممالمتحدة في نيويورك السفير يحيى المعلمي، أن الوضع المأساوي في سوريا بلغ مبلغاً خطيراً في ظل ارتفاع عدد الضحايا يومياً وازدياد أعداد اللاجئين والنازحين والمشردين. وأرجع المعلمي، في كلمة المملكة أمام مجلس الأمن أمس الأول، كل ذلك إلى ما يبديه النظام السوري تجاه شعبه من صلف وإصرار على اعتبار مواطنيه أعداء ينبغي سحقهم بزخَّات الرصاص ونيران المدفعية وقذائف الطائرات والمروحيات. وقال إن النظام السوري تجاوز في عدوانه حدود بلاده فأضحى يهدد أمن المنطقة بأسرها، مستنداً في ذلك إلى الدعم العسكري والغطاء السياسي الذي تمنحه إياه بعض الدول الكبرى، ومستمراً في المراهنة على الحل العسكري. وأكد المندوب السعودي تأييد المملكة المساعي التي يقوم بها الممثل العربي الأممي الأخضر الإبراهيمي، وقال إنها ترى أن نجاح مهمته يستوجب التركيز على تحقيق الانتقال السلمي للسلطة والتطلع نحو مستقبل جديد لدولة سورية مدنية حديثة تتساوى فيها مختلف فئات الشعب ومكوناته الدينية والمذهبية والعرقية والأقلية في جميع الحقوق والواجبات. وشدد المعلمي على ضرورة أن يدرك النظام السوري أن ساعة الرحيل أزفت، وأنه لا يمكن له أن يبني حكماً على قواعد من الجماجم والأشلاء، أو أن يروي عطشه للسلطة بدماء الأبرياء. المملكة تؤكد ضرورة حل قضية النووي الإيراني سلمياً قال المندوب السعودي الدائم لدى الأممالمتحدة السفير عبدالله بن يحيى المعلمي، إن المملكة تنظر بقلق إلى استمرار جمهورية إيران الإسلامية في تنفيذ برنامجها النووي بعيداً عن أعين الرقابة الدولية، ما يهدد أمن منطقة الخليج العربي بخطر جسيم. وفي الوقت الذي أكد فيه المعلمي حق إيران وجميع دول المنطقة في الحصول على التقنية النووية للأغراض السلمية، قال إن المملكة تتمسك بضرورة أن يكون ذلك تحت الإشراف الكامل للوكالة الدولية للطاقة الذرية، مع تأييدها لجهود مجموعة الخمسة + واحد في مفاوضاتها مع إيران. وبيَّن المعلمي، في كلمةٍ للمملكة أمام مجلس الأمن أمس الأول، أن المملكة تؤكد ضرورة التوصل إلى حل سلمي لهذه القضية، وتدعو إيران إلى التفاوض بجدية لتحقيق هذا الهدف، كما تدعو إلى الابتعاد عن التهديدات المتبادلة من أي جهة صدرت.