أعلنت كوريا الشمالية رسمياً وفاة زعيمها “كيم جونغ إيل” عن عمر يقارب السبعين سنة، وقد حكم بلاده بقبضة من حديد منذ عام 1994، وتم تعين نجله “وكيم جونغ أون”، خلفاً له. ورحل “الزعيم العزيز”، كما كان يلقب، صباح يوم السبت الماضي، إثر إصابته بأزمة قلبية. “الأمير الأحمر الصغير” يخلف أباه: وبعد الإعلان عن وفاته، دعت وكالة الأنباء الرسمية “جميع أعضاء الحزب والجنود والسكان لاتباع قيادة الرفيق، كيم جونغ أون، بأمانة ووفاء”. ويواجه “الزعيم الشاب” نجل الديكتاتور الراحل وحفيد مؤسس الحكم “كيم ايل سونغ”، مهمة صعبة في قيادة بلد تعداد سكانه 23 مليون نسمة وضعيف اقتصادياً. وكان الديكتاتور الراحل قد عين ابنه في الخفاء في أعقاب السكتة الدماغية التي نجا منها في أغسطس 2008 ومنذ ذلك الحين، أصبح الشاب (الذي لا يتجاوز الثلاثين سنة) الرجل الثاني “غير الرسمي” في الدولة.
في مواجهة “الحرس القديم: وترأس “حفيد الزعماء” جهاز الأمن، وزرع شبكته بشكل تدريجي في مواجهة “الحرس القديم”. وقد خرج من الظل للمرة الأولى، عندما عين جنرالاً بأربعة نجوم في عام 27 سبتمبر 2010. ومع ذلك، يرى العديد من الخبراء أن الطريق ما زال طويلاً أمام “الأمير الأحمر الصغير” لينفرد بالحكم بقبضة من حديد، في ظل هيمنة الثقافة الكونفوشيوسية الجديدة، حيث يخضع الشباب دائماً لسلطة الوجوه القديمة. والإعلان الفوري لتعيينه، يؤكد، حسب المتابعين، إرادة الحكم على تجاوز حالة الفراغ، بأسرع مما يتصوره “الغرب المعادي”، بلغة شيوعيي كوريا الشمالية، ويطمئن من خلاله “الحلفاء” في منطقة الشرق الاوسط.