أبها – محمد مفرق العلكمي: الملتقى أصبح أيقونة لمسرح أبها.. وينبغي العمل على ترقيته الحارثي: طموح العاملين فيه كبير.. ودعم الملتقى سيحوله إلى مهرجان عربي البقمي: عروض المملكة تراجعت بشكل مخيف.. وليتها «محلك سر»! السروي: تطوير النسخ المقبلة يتطلب التخطيط الجيد أوضح مسرحيون أن الملتقيات والمهرجانات المسرحية المتخصصة، مثل ملتقى «الديودراما» الذي نُظم الأسبوع الماضي في أبها، ذات فائدة لإرساء مفاهيم مسرحية قد تكون غائبة، مثل مفهوم «الديودراما»، الذي يقوم على أداء ممثلين اثنين، والخروج بفوائد على المستوى الفني بإيجاد ممثلين ذوي قدرة عالية على الأداء. وأكدوا أهمية إقامة مثل هذه الملتقيات، مشيرين إلى أن من شأنها إثراء الحراك المسرحي المحلي، ودعم المواهب الشابة، وطالبوا بدعمها مادياً كي تحصل الفائدة منها، وتركيز المنظمين على النوعية بعيداً عن الكمية. ونظم فرع جمعية الثقافة والفنون في أبها، الأسبوع الماضي ملتقى الأمير فيصل بن خالد المسرحي الأول للديودراما، الذي استمرت فعالياته خمسة أيام، قُدمت فيه ستة عروض مسرحية. إثراء ودعم يحيى العلكمي أكد رئيس لجنة التحكيم في الملتقى، يحيى العلكمي، أهمية إقامة مثل هذه الملتقيات التي من شأنها إثراء الحراك المسرحي المحلي، ودعم المواهب الشابة، خاصة مع ما يحدث للمسرح من تطور في عناصره على صعيد الرؤية. ولفت إلى أن مستوى العروض المقدمة في الملتقى مبشر، وأن الفرق المشاركة كانت على مستوى جيد من الحرفية، وأنها استفادت مما وصل إليه المسرح العالمي. وأشار العلكمي إلى أن الملتقى أصبح أيقونة لمسرح أبها، وعلى المنظمين أن يعقدوا ورش عمل من أجل ترقية الملتقى، وبناء وثيقة عمل له، ومن ثم صبغه بالصبغة المؤسسية التي تضم مستشارين متخصصين، ومبدعين أصحاب رؤى، إلى جانب وجود هيكلة رسمية دائمة له. بحاجة إلى وقت فهد ردة الحارثي أما الكاتب المسرحي فهد الحارثي، وهو الفائز بجائزة أفضل نص مسرحي في الملتقى، فقال إن مستوى تنظيم الملتقى جيد كخطوة بداية، وكل من يعمل يدرك أن هذه الأمور تحتاج لوقت لاكتساب خبرات في التنظيم. وقال إن مستوى العروض المقدمة جيد بشكل عام، «لكن في كل مهرجانات العالم نجد تفاوتاً في العروض من حيث القيمة الفنية والشكلية للعرض، والدورات المقبلة ستحمل في طياتها كل الخير لهذا الملتقى». وشدد الحارثي على ضرورة الدعم المادي والإعلامي ليستمر النجاح، «أتوقع من ناحيتي أنه لو وجد الدعم الكافي لَتَحول إلى مهرجان عربي، وليس محلياً فقط، فطموح العاملين فيه كبير، ونتمنى لهم الأجمل دوماً». مفاهيم غائبة نايف البقمي من جانبه، قال الناقد المسرحي نايف البقمي إن مثل هذا الملتقى المتخصص ذو فائدة عظيمة «من خلاله نرسي مفاهيم مسرحية قد تكون غائبة عن بعضنا، مثل مفهوم «الديودراما»، وكذلك سنخرج بفوائد عظيمة على المستوى الفني بإيجاد ممثلين ذوي قدرة عالية على الأداء، فالديودراما تقوم على جهد وإمكانية الممثلين بشكل أكبر من غيره، إضافة إلى الفوائد الأخرى التي تفرزها الملتقيات المسرحية من عرض تجارب الفرق ومناقشتها والوقوف على الجيدة منها، وأخذ الخبرات واكتساب المهارات، والتقاء المسرحيين لبحث مشروعاتهم ومناقشة تنفيذها». وحول مستوى تنظيم الملتقى، أوضح أنه كان بشكل جيد وفق الإمكانات المتوافرة، ف «الملتقى حقق الشروط الواجب توافرها في تنظيم أي مهرجان، من سكن وإعاشة وتنقلات وقاعة عرض، وهو الأمر المهم». وعن مستوى العروض المقدمة، ذكر إنها جاءت دون المستوى، باستثناء عرض أو عرضين، وهذا أمر طبيعي بحكم أنه الملتقى الأول، والأول أيضاً من نوعه على المستوى العربي، وهذا يعود لأسباب تتعلق بالفرق، ومستوى ثقافة أفرادها، وإمكانياتها. انخفاض مستوى أما عن مستوى العروض المسرحية في المملكة العربية السعودية، فقال البقمي «ليتها محلك سر!»، موضحا أنها «تراجعت بشكل مخيف، وخصوصاً في العامين المنصرمين، ففي الماضي كنا نعاني من قلة المهرجانات والملتقيات المسرحية، ولكن كانت هناك عروض رائعة وتجارب رائدة قدمت الوجه المشرق للمسرح السعودي، وكان الحرص على المادة الفنية عالياً، وأنتجت لنا مخرجين وكتاباً وممثلين، أما الآن فقد اهتممنا بالملتقيات والمهرجانات من حيث الكم»، مشيراً إلى أنه «في هذا العام تحديداً أقيم ما لا يقل عن سبع فعاليات، ما بين ملتقى ومهرجان، ولم نخرج منها إلا بعرض، أو عرضين، يمكن أن نتحدث عنهما، والمسرح السعودي بحاجة إلى عقليات تستطيع تنمية المستوى الثقافي المسرحي، وهذا لن يأتي إلا بالاعتراف الحقيقي من الدولة بالمسرح، باعتباره مؤسسة ثقافية مهمة تشكل البناء الحقيقي». وحول ما يحتاجه الملتقى للنجاح، ذكر البقمي أنه يحتاج إلى الدعم المالي، والاهتمام من قبل جمعية الثقافة والفنون، وتحديداً المركز الرئيسي، والمسؤولين في عسير، وإذا أتى الدعم المالي أتت الأمور الأخرى، من ورش وندوات وقاعة مسرح متكاملة، واستضافة فرق محلية وعربية، وتقديم جوائز مالية. تخطيط للتطوير حمد السروي بدوره، قال مدير الملتقى، أحمد السروي، إن أهمية الملتقى تكمن في ضرورة إيجاد فعل مسرحي حقيقي، وبالتالي وجود هذا المهرجان بهذه الصيغة والمنهج والتكنيك أمر هام بالنسبة لنا كمنظمين، والأهمية الأخرى ارتباط الملتقى باسم أمير منطقة عسير، صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد، الذي يعد الداعم الحقيقي بشكل عام للثقافة في عسير، وللثقافة والفنون في الجمعية بشكل خاص. وذكر إن تطوير النسخ المقبلة من الملتقى يتطلب التخطيط الجيد، ولذلك سيعقد لقاء عام للجان الملتقى، لمعرفة المعوقات الحقيقية في الدورة الأولى، وما هي الإيجابيات التي يمكن تعزيزها، وتجاوز المعوقات التي حصلت. ووعد السروي بتجاوزها بشكل مدروس، وبأسلوب يحمل جودة عالية. وأضاف إنهم، بالإضافة إلى الحرص على مستوى المشاركة في النسخة المقبلة، ستكون هناك زيادة في حجم المشاركة، وسيتم تخصيص لجنة خاصة بقبول العروض المشاركة، خاصة وأن هذا النوع والتكنيك يحتاج إلى نوعية معينة من العروض المسرحية.