عشرات القضايا الأخلاقية التي يتم ضبطها يومياً من قبل رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحسب ما يرسل للصحافة بهدف النشر والعدد بالتأكيد أكبر. لست ضد نشر أخبار ضبطيات الهيئة ولكن ضد التكثيف الذي أخشى أن يكون متعمداً لهذه الأخبار في صحافتنا، حتى يخيل لمن يقرأ الصحف يومياً أن المجتمع «خربان» إلى الدرجة التي استدعت تزويد الهيئة بسيارات ذات حجم عائلي «تاهو» لنقل المضبوطين إلى مراكزها. يتبع ذلك الإفصاح عن الطريقة التي اتبعها رجال الحسبة للإطاحة بمرتكب الخطأ، وهي الطريقة «السينمائية « المعتادة التي تنتهي بسقوط البطل المطارد في كمين معد مسبقاً . وهذا ما يؤكد أن هناك خللا في أداء بعض موظفي هذا الجهاز، الذين يتجاوزون مهامهم التي تتطلب تغليب حسن الظن والابتعاد عن التجسس إلى ممارسة مهام «مباحث أمن الدولة» في بلاد ثارت على قادتها. وين تبي توصل؟ أتمنى؛ بما أن بعض رجال الحسبة ما زالوا يصّرون على تجاوز مهامهم إلى الدخول في متاهات «الرقابة والكمائن» أن يتحفونا ذات صباح بنشر خبر القبض على «فااااسد» كبير وهو يقدم الرشوة لمسؤول أو «جني» وهو يتلبس قاض شرعي ويوقعه على صك بالكيلومترات في مشهد دراماتيكي ينتهي بسقوط «المجرم « في كمين تم إعداده مسبقاً من قبل رجال الهيئة الذين أنجزوا مهمتهم بنجاح ونادوا بصوت واحد: يا التاااهو خذهم معك يا التاااهو!.