دراسة مادة اللغة الإنجليزية لم تعد ترفاً ، بل ضرورة للتواصل مع العالم الذي يتخذها لغة رسمية ، ويتحدث ، ويفكر بها ، وفي مجتمعنا السعودي نحن في أمس الحاجة لكسر حالة العزلة التي فرضناها على أنفسنا ، وأن نقرأ ، وننهل مما لدى العالم الأول . لذلك لا أعتقد أن استقدام معلمين عرب ، أو الاعتماد على مواطنين في تدريس هذه اللغة في مدارسنا ، وجامعاتنا سيأتي بنتائج جيدة ، وذلك لسببين : أولهما أن اللغة لا تقتصر على الأحرف ، والنطق فقط ؛ إنما هي روح وثقافة لا تجدها إلا عند أهلها ! ثانيهما : أن المعلم السعودي أو العربي ، ومن واقع معايشة يمضي ثلاثة أرباع درس الإنجليزي في التحدث والشرح باللغة العربية ! فكم ، وكيف ستكون حصيلة المتعلم النهائية إذن ؟ في دول عربية مجاورة تعلم أشقاؤنا على أيدي معلمين «إنجليز« خلال مراحل التعليم العام ؛ فتخرجوا ، وهم يجيدون الانجليزية نطقاً ، وكتابةً ، ولم يحتاجوا لمعاهد تجارية «أي كلام« بفضل تلقيهم اللغة من مصدرها الأصل ، وفي المقابل فإن الشاب في مجتمعنا ينهي المرحلة الجامعية ، وهو لايجيد «فك« الحروف الإنجليزية . أتمنى أن تتجرأ وزارة التربية والتعليم ، وزميلتها وزارة التعليم العالي على استقدام «الإنجليز« ليعلمونا «لغتهم« ، ولو كلف الأمر كثيرا ، لأن الإنجليزية اليوم هي مفتاح الباب على العالم الأول ؛ إذا أردنا الوصول إليه !