عبدالرحمن بن محسن النعمي النذارة لكل صامت عما يحدث لإخواننا في سوريا، النذارة لكل ناعق بحقوق الإنسان وهو لا يرى لأهل سوريا حقوقا، النذارة لكل من يشجب ويستنكر دون أن يفعل شيئاً.دم نازف، عرض مسلوب، مال مغتصب. اعلموا إخوتي أن الحرب ليست لأجل كرسي، أو لأجل إخماد فتنة، كما ينعق بذلك المتشدقون. إنها حرب عقيدة. (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم). إنهم ليسوا فقط اليهود والنصارى ولكن أذيالهم أيضاً. إنها حرب لا تنتهي إلا بقيام الساعة، حرب بين الحق والباطل، وصدق من قال: إن الباطل كان زهوقا، ولن ينصر الله الحق حتى يميز الخبيث من الطيب، والمؤمن من المنافق، وحتى تعود الأمة إلى خالقها، ولن يكون ذلك إلا بسفك الدماء، ونزف الجراح، وتمحيص القلوب، واتخاذ الله من عباده شهداء، فتلك سنة الله في الكون، فقد شج رأس نبينا محمد، صلى الله عليه وسلم، وكسرت رباعيته، ومن أفضل منه، فداه أبي وأمي، فأفيقوا يا قومي من غفلتكم، وتفطنوا لما يراد بكم، واستعدوا لما يستقبلكم، ولا يكن عهدكم هو العهد الذي أخبر عنه صلى الله عليه وسلم بقوله: (ولكنكم غثاء كغثاء السيل ) بل كونوا كما قال عليه السلام (المؤمن أخو المؤمن لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه).والبشارة البشارة لكم يأهل سوريا، إن النصر آتٍ لا محالة، وإن من سكت وشجب ونعق هو المخذول، ألم يقل عنكم الصادق المصدق عن معاوية بن قرة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم، لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة، حديث صحيح. البشارة يا أهل الشام «يقول عليه الصلاة والسلام: (يا طوبَى للشام، يا طوبَى للشام، يا طوبَى للشام، قالوا: يا رسول الله! وبِمَ ذلك؟ قال: تلك ملائكة الله باسطو أجنحتها على الشام».البشارة لكم يأهل الشام فأنتم لن تحتاجوا إلى صامت أو ناعق فقد تكفل الله بكم قال عنكم محمد صلى الله عليه وسلم: «ستجندون أجنادا، جُنْدا بالشام، وجُنْدا بالعراق، وجندا باليَمَن»، قال عبدالله: فقمت، قلت: خِرْ لي يا رسول الله! فقال: «وعليكم بالشام، فمن أبى فليلحق بيمنه، وليستق من غُدُرِه فإن الله – عز وجل- قد تكفَّل لي بالشام وأهله». قال ربيعة: فسمعت أبا إدريس يحدث بهذا الحديث، يقول: ومن تكفَّل الله به فلا ضيعة عليه، حديث صحيح. البشارة لكم يا أهل الشام فقد جُمِعَ لكم الإيمان في زمن الفتن «يقول عليه الصلاة والسلام: إني رأيت عمودَ الكتاب انْتُزِعَ من تحت وسادتي، فنظرتُ فإذا هو نورٌ ساطعٌ عُمِدَ به إلى الشام ألا إنّ الإيمان -إذا وقعت الفتن- بالشام» حديث صحيح.وتذكروا أن لكم ربا رحيما بعباده، واشهدوا اللطف في بلائه فهو لم يبتليكم ليحزنكم، فهو غني عن ذلك سبحانه، ولكن ابتلاكم لتزدادوا قوة وثقة به، واعلموا أن من رحمة الله بعباده أن ينزل عليهم الحاجات أو يضيق عليهم أمورهم لأن الإنسان في حالة الضيق يكثر من الدعاء والتوسل والرجاء فيزداد بذلك إيماناً، فأحسنوا الظن بالله، واتخذوه وكيلا، فهو قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه.قال تعالى (ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون). وأخيرا البشارة لكم فإن كل مؤمن لن ينساكم من الدعاء والبر والصلة (اللهم أنصرهم، اللهم أنصرهم، اللهم أنصرهم آمين).