أكد تربويون وجود بعض الطلاب الذين يستجدون مصروفهم اليومي في الفسحة من معلميهم في المدرسة، رغم أن منهم غير المحتاج، حيث يحرص ذووهم على إعطائهم المصروف بشكل يومي. وأشاروا إلى أنهم يطلبون الأموال لحاجات أخرى، كشراء “السجائر” بعد الخروج من المدرسة، ومنهم من هو محتاج نتيجة ضعف الحالة المادية لوالده، في حين لا يتأخر المعلمون عن مساعدة هؤلاء الطلاب، ومنحهم ما يريدون، دون أن يتسببوا لهم بأي إحراج. واستطلعت الشرق آراء بعض التربويين حول ذلك، لمعرفة دوافع الطلاب، وإيجاد الحلول المناسبة. محتاجون مادياً وكشف مرشد طلابي في إحدى المدارس (تحتفظ الشرق باسمه) عن وجود بعض الطلاب في المدرسة، الذين يستجدون مصروفهم اليومي من المعلمين، ويقول: “تبرع أحد المعلمين العام الماضي بمبلغ مالي للطلاب الذين لا يستطيعون شراء طعامهم من المقصف المدرسي، حيث إن هناك طلابا محتاجين مادياً، ومهمَلين من قبل ذويهم، وقد تم نقل هذا المعلم “الطيب” إلى مدرسة أخرى، فقررت المدرسة توفير صندوق للطلاب المحتاجين ليتبرع فيه معلمو المدرسة، كلٌ حسب استطاعته”. وأكد المرشد أن هناك طلابا مكتفين مادياً وغير محتاجين، وأضاف: “بعد تحري المدرسة عن أسباب طلب بعض الطلاب المصروف من منسوبي المدرسة، اتضح أن أولياء أمورهم حريصون على إعطائهم المصروف المدرسي بشكل يومي، ولا يسمحون لأي شخص أن ينفق عليهم، واكتشفنا أن الطلاب يطلبون المال بغرض تجميع أكبر قدر ممكن منه لشراء “السجائر” بعد خروجهم من المدرسة. فيما أوضح نائب مدير المستودع الخيري في المدينةالمنورة عبدالله الحجوري، أنه لا ينبغي التساهل في هذا الموضوع، مشيراً إلى خطر تسول الطلاب وطلب المال من معلميهم، حيث إن ذلك يؤثر على شخصية الطالب بشكل سلبي عندما يكبر، وبيّن أن أفضل طريقة للتعامل مع هؤلاء الطلاب، هو التثبت أولاً من حاجتهم، والتواصل مع أولياء أمورهم، دون التسبب بأي حرج للطالب، وبعد أن يتم التأكد من حاجة الطالب يُمنح والده مبلغا ماليا يعينه، وبالتالي يصرف منه على ابنه، أو يمكن تسليم الطالب مصروف فسحته بشكل مباشر من قِبل المرشد أو أحد المعلمين، مع مراعاة مشاعر الطالب، بعيدا عن مرأى الطلاب والمعلمين. 12 ألف حقيبة وأوضح مدير عام جمعية البر في المدينةالمنورة المهندس سهل عدنان صندقجي، أن الجمعية قامت بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم بتوزيع 12 ألف حقيبة مدرسية على الطلبة المحتاجين من أبناء وبنات الجمعية، إلى جانب الأيتام المسجلين في قوائم الجمعية. وأشار إلى أن الحقائب تحتوي على كل ما يحتاجه الطالب والطالبة وفق المرحلة الدراسية التي ينتمي إليها، من الصف الأول الابتدائي إلى أن ينهي الثانوية العامة، مبينا أنها توزع سنويا مع بدء العام الدراسي منذ عام 1422ه. وأضاف صندقجي: “يرسل مديرو مدارس البنين والبنات خطابات إلى الجمعية كل عام، تشمل أسماء المحتاجين من الطلاب والطالبات، وتقوم الجمعية بالتنسيق مع المديرين أو المرشدين بتسليم تلك الحقائب لأولياء الأمور، أو للطلاب مباشرة مع مراعاة عدم إحراجهم أمام زملائهم”.