لم تبق إلا كم جوزة من المعسل وكم شيشة من الجراك، ويصبح برنامج مساء الرياضية الذي تبثه القناة السعودية الرياضية، اسمه مركاز الرياضية فعلاً وحقيقة واسماً على مسمى! لأن ما يقدمه عادل عصام الدين بصحبة ضيوفه المكررين، والمكرورين، كل جمعة، هو شيء لا يختلف عما يقدمه أي مركاز في الحارة أو استراحات المقاهي! بل إن حتى هذه المركازات التي لا تذاع على الهواء ولا يصورها التلفزيون أكثر قيمة، إضافة إلى ذلك البرنامج الكهل ذي الأفكار الديناصورية! بالصدفة أول من أمس كنت أمر بالقنوات، فإذا بي أشاهد بداية البرنامج و(هوشة) بين ضيوفه حول موضوع هو حلاقة نايف هزازي! ثم استضاف البرنامج مداخلة هاتفية من حكم قديم قال عنه مقدم البرنامج إنه الحكم الذي حلق لمحمد نور في (قزع) سابق! لقد أمضوا ما يقرب من نصف الحلقة في نقاش الحلاقة والقصات واستهداف (شعور) اللاعبين الاتحاديين! ولم يكن قزع منفر أكثر من تلك الحلاقة التي يمارسها عادل عصام الدين وضيوفه للمشاهدين الرياضيين كل جمعة! وإذا كان الزميل عادل يحترم المتلقين ويحترم القناة التي يخرج من خلالها ويتزعم إدارتها وتحريرها، وقبل ذلك، يحترم تاريخه ومهنيته وخبرته الصحافية الطويلة فعليه أن يقدم شيئاً يضيف للمتابعين ويطور من الإعلام الرياضي التلفزيوني، بحيث يكون مقنعاً للمشاهد، فالرياضية السعودية ومساءاتها تحولت إلى مركازات لا جمال فيها ولا معرفة، ولا تمتلك رأياً جسوراً، وإذا استمرت على هذه الحال فالله يخلف على المشاهد الرياضي الذي سيلقى نفسه مجبوراً على إنقاذ نفسه ولو باعتزال المشاهدة!