تحتفل معظم دول العالم بالمناسبات العالمية الإنسانية، وتعمل على إحياء تلك المناسبات وتفعيلها، وتضع البرامج الثقافية والتوعوية لتخليد ذكرى تلك المناسبات الإنسانية التي تعد مقياساً لتطور تلك الأمم والشعوب ومواكبتها للأحداث العالمية، وذلك إيماناً من تلك الدول بالبعد الإنساني لتلك المناسبات، وتأكيداً على الحضور والمشاركة العالمية وإبراز الجوانب المضيئة للمسيرة الإنسانية النبيلة للبشرية أجمع.. ومن تلك المناسبات الدولية اليوم العالمي لمكافحة الفساد. وتستخدم الأممالمتحدة تلك المناسبات للإسهام في تحقيق مقاصد ميثاق الأممالمتحدة وتعزيز الوعي بالقضايا الاجتماعية والثقافية، أو تلك المتعلقة بحقوق الإنسان.. كما أنها توفر وسيلة مفيدة لتعزيز الإجراءات الدولية والوطنية وحفز الاهتمام بأنشطة الأممالمتحدة وبرامجها الإنسانية. لقد وافقت الجمعية العامة على أول يوم دولي -اليوم العالمي لحقوق الإنسان- في عام 1950 بحيث يحتفل به في 10 ديسمبر. ودعت جميع الدول والمنظمات الدولية إلى الاحتفال بهذا اليوم بمناسبة قيام الجمعية العامة بإصدار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في 10 كانون الأول/ديسمبر 1948، وإلى بذل الجهود المتزايدة في مجال التقدم إلى الأمام وإعطاء الحريات الأساسية وحقوق الإنسان. كما اختارت الجمعية العامة للأمم المتحدة التاسع من ديسمبر من كل عام، يوماً دولياً لمكافحة الفساد، من أجل إذكاء الوعي بمشكلة الفساد، والتأكيد على أهمية تفعيل اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة الفساد. لقد أصبح الفساد ظاهرة عالمية تجتاح المجتمعات الإنسانية، فنجد كل المؤسسات في دول العالم قد عانت من الفساد، فنجد الفساد الإداري والمالي والأخلاقي والاقتصادي. وتختلف طبيعة هذا الفساد من مجتمع إلى آخر، حسب حجم الضرر الذي وقع عليه، فنجد البلدان التي عانت من ويلات الحروب والكوارث الطبيعية وخسرت الحروب عانت من الفساد أكثر من البلدان التي ربحت الحرب ولم تُصب بكوارث، وهذا الأمر يوصلنا إلى حقيقة مفادها أن كل البلدان تعاني من الفساد ولكن بدرجات متفاوتة، ومن أجل الوصول إلى حلول لمعالجة هذه الظاهرة والحد منها.. فقد قررت الدول المنضمة للأمم المتحدة جعل يوم التاسع من ديسمبر في كل عام يوماً عالمياً لمكافحة الفساد، ودعت المجتمع الدولي للتعاون من أجل مكافحة هذه الظاهرة العالمية الخطيرة. وفي هذا السياق قد أكد رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد محمد بن عبدالله الشريف، أهمية دور المواطن في المشاركة الفعالة لمكافحة الفساد ومحاربته، وضرورة زيادة وعي الناس فيما يتعلق بوجود الفساد وأساليبه وجسامته، وما يمثله من خطر على المجتمع. كما أكد ترسيخ قيم النزاهة والشفافية، واستنهاض روح المواطنة في البناء والإعمار.. لافتاً النظر إلى أن التنظيم الخاص بالهيئة يشدّد على تشجيع المواطن والمقيم في أن يكونا شركاء مع الهيئة في مواجهة الفساد. وختاماً آمل أن نحتفل في العام المقبل بعالم خالٍ من جميع أنواع الفساد.. ولعل ذلك يتحقق يوماً ما.. بتضافر الجهود وصفاء النوايا والنزاهة والإخلاص في القول والعمل.