أعاقت استشارة عدد من الجهات المختصة البدء في المرحلة الثانية من بناء مركز الملك عبدالله الحضاري لعدم وضوح رؤيتها حول موقع المركز من حيث الرصد الزلزالي الذي قد يؤثر في التصميم المقدم من المقاول ومستشاري أمانة المنطقة الشرقية. وهو ما اضطر الأمانة إلى اللجوء إلى شركة فرنسية لدراسة التصميمين والبت فيهما. وأكد أمين المنطقة المهندس ضيف الله العتيبي المهندس ضيف الله العتيبي أن اقتراح المقاول وتصميم استشاري الأمانة لم يكفِ للبت في بدء المرحلة الثانية من المشروع الواقع في الواجهة البحرية وإعطاء المرئيات. وأكد أنه تم الاتفاق مع شركة فرنسية لتدرس التصميمين، بعد أن أظهر التصميم الأول عدم وفائه بمتطلبات ضرورية خصوصا من ناحية موقع المركز في كورنيش الدمام، وذلك لضمان الحد الأدنى المقبول من السلامة والصحة العامة. وفي ذات السياق أكد المشرف العام على مركز الزلازل أستاذ الجيولوجيا بقسم العلوم بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العمري قرب منطقة النشاط الزلزالي من إيران يستوجب عمل ما قال إنه “تمنطق زلازلي دقيق” لموقع مركز الملك عبدالله الحضاري بالدمام لمعرفة تأثير استجابة الموقع للزلازل. وأضاف أن كود البناء قديم وغير دقيق ويشمل المنطقة بكاملها مطالبا بإيجاد أجهزة دقيقة توضع في منطقة العمل لمدة شهرعلى الأقل لاختبار مدى استجابتها وتأثر المنطقة بالزلازل خصوصا المناطق القريبة وأثرها على الموقع ومدى قابلية تضخم التربة. ووصف العمري د. عبدالله العمري مكاتب التصميم الهندسي في المملكة بأنها قاصرة، مطالباً بتوفير ما يسمى ب”معامل الأمان الزلزالي” لافتاً إلى أن الخلل الحالي يكمن في عدم وجود معلومات كافية لمكاتب التصميم الهندسي عن معامل الأمان الزلزالي. ما يجدر ذكره أن مساحة مركز الملك عبدالله الحضاري بالدمام تبلغ 250 ألف متر مربع، ويستهدف إنشاء مركز حضاري للمنطقة الشرقية يخدم الجانب الاجتماعي والاقتصادي والعلمي والثقافي والترفيهي والخدمي، إضافة لمحاكاة الثقافات والحضارات المحلية والإقليمية والدولية في نسيج متكامل ليصبح المركز رمزاً ومعلماً سياحياً يحتضن الأنشطة الثقافية والاجتماعية والعلمية، بجانب التعريف بتاريخ المنطقة الشرقية والتركيبة السكانية والاجتماعية والمراحل التنموية فيها والتحديات التي واجهت إقامة المشروعات بالمنطقة ونقل وتوثيق كل ما أنجز في المنطقة وتوفير ما يحتاجه الزائر من خدمات معلوماتية وترفيهية. وتصل تكلفة المرحلة الأولى للمركز إلى 172 مليون ريال ومدتها 18 شهراً وتشمل الردم والدفن والتسوية للمشروع، وينقسم المشروع إلى جزئين الأول استثماري يتم طرحه للمستثمرين والآخر تتولاه الأمانة ويتضمن تجهيزا للموقع والبنية التحتية التي تقدر تكلفتها ب 650 مليون ريال، في حال الانتهاء من تشييد البنية التحتية للمشروع وتوفير الأراضي يتم طرح المشروعات على المستثمرين من بناء فنادق وأسواق وأماكن ترفيهية للزوار، وسيتم قريباً طرح المرحلة الثانية من المشروع التي تتضمن تنفيذ المباني ومرافق البنى التحتية وباقي العناصر الأساسية بالمشروع. ويشمل المشروع إنشاء جسر معلق داخل البحر يربط بين حي الشاطئ وحي الحمراء بطول كيلو متر واحد وتسعمائة متر يمتد من دوار جزيرة الدولفين للقادمين من القطيف وسيهات وصولاً إلى مركز الملك عبد الله الحضاري دون المرور بطريق الكورنيش المزدحم. ويضم المشروع فندقين عالميين بارتفاع عشرة طوابق وأسواقا ومرسى للسفن تتسع لأكثر من 340 قاربا و”يختا” وقوارب تنزه ومسرحا ومكتبة عامة ومتحفا وساحات وحدائق عامة ومرصدا حضاريا وقنوات مائية ومقاهي ومطاعم.