كتب الصحفي الفرنسي “جورج مالبرونو” تقريراً مثيراً، يتحدث فيه عن بعض التفاصيل والجوانب الخفية فيما يواجهه حزب الله اللبناني مما وصفه “واحد من أدق الأزمات في تاريخه”، كما جاء في التقرير، أضعفته وأربكت كيانه، واختلطت عليه الأوراق والحسابات، إنها أزمة “الثورة السورية” وتوابعها. بلبلة في صفوف الحزب: ينقل التقرير عن القائد السابق لقوات الطوارئ الدولية في لبنان، “تيمور غوكسيل”، قوله: إن حزب الله لا يستطيع أن يتخلى عن بشار الأسد، ولكنه، في الوقت نفسه، لا يعرف كيف يرد على قواعده التي لا تفهم كيف يطالب الحزب بمزيد من الحريات في البحرين ، ويمنعها عن الشعب السوري”. ويقول كاتب التقرير “جورج مالبرونو”، إن الحزب فرض حالة من الصمت في أوساط أتباعه وقواعده، غير أنه لم يوقف تدفع التساؤلات المحيرة، والجدل الدائر وإن بشكل خفي. وتفيد معلومات التقرير، أن كبار مسؤولي حزب الله عقدوا اجتماعات مطولة خلال الأسابيع القليلة الماضية، كان موضوعها الرئيس: “هل ينبغي للحزب أن يزج بمقاتليه إلى جانب بشار في حال تعرض نظام الأسد لهجوم عسكري من دولة أجنبية؟”، وحسب معلومات الكاتب، فإن حسن نصر الله لا يؤيد تورط الحزب في مثل هذه الحرب. ويفيد التقرير أن هناك تبايناً في الأوساط القيادية لحزب الله، بين السياسيين الواقعيين الذين يمثلهم الوزير “محمد فنيش” ، والنائب علي فياض ومسؤولي الأمن في الحزب، الميالين لمواقف أكثر تطرفاً، ولم يوضح الكاتب أين يقف الأمين العام للحزب من هذا التباين في الآراء.
تشجيع إنتاج المخدرات في البقاع!
ينقل الصحفي الفرنسي “جورج مالبرونو”، اعترافاً لرجل أعمال شيعي من جنوب لبنان، جاء فيه: “ساء الوضع المالي لحزب الله”، ويفيد الكاتب أنه بسبب العقوبات الدولية المفروضة على إيران، خفضت طهران بنسبة الرُبع دعمها المالي لحليفها اللبناني. وفي هذا السياق، يذكر التقرير أن العائلات اللبنانية المتعاطفة مع حزب الله المنتشرة في أنحاء العالم تتعرض لضغوط جهاز “إف بي أي” الأميركي للتوقف عن تمويل الحزب، ويتجسس على حملات جباية الأموال التي يتولاها شبان من الجيل الثاني من المهاجرين الشيعة في أميركا الجنوبية وإفريقيا. وينقل كاتب التقرير عن السياسي اللبناني فؤاد مخزومي قوله: “حتى العام 2006، كانت كل عائلة شيعية كبيرة مهاجرة تدفع “ضريبة ثورة” لحزب الله، لكن، منذ العقوبات التي فرضتها وزارة الخزينة الأميركية ضد عائلة “تاج الدين” وشركاتها في أنغولا وغامبيا، ترددت هذه العائلات في دفع ما كانت تلتزم به”. ويضيف السياسي اللبناني فؤاد مخزومي، كما أفاد الصحفي الفرنسي، أنه: “بعد عمليات إعادة البناء التي أعقبت حرب 2006، أدى تدفق المال إلى تورط أعضاء الحزب المحيطين بنصر الله في قضايا فساد مالي”. وفي هذا السياق، يقول التقرير، إن حزب الله سمح للعائلات الكبيرة في البقاع بأن تستأنف إنتاج المخدرات، وذلك لتخفيف مصاعبه المالية، مقابل دفع ضريبة للحزب وتزويده بمعلومات عن المعارضين السوريين اللاجئين في مناطق الحدود.
اغتيال الحريري من وراء ظهر نصر الله؟ وينقل التقرير عن مثقف لبناني مقرب من حزب الله، قوله: “لا يقتصر الأمر على اكتشاف نصر الله أن أربعة من المقربين منه كانوا متورطين في اغتيال الحريري، الأسوأ من ذلك، أنه اكتشف أن الرجال الأربعة كانوا قد استخدموا زيارات نصر الله المنتظمة للحريري في خريف العام 2004 للتجسس على الحريري لصالح ضباط سوريين كبار كانوا متواطئين مع صديقه عماد مغنية”، وهو المسؤول السابق عن العمليات الخارجية في حزب الله، وتم اغتياله بصورة غامضة في دمشق في العام 2008. ويستند التقرير إلى ما وصفه “مصادر متطابقة من بيروت”: “تعرض عماد مغنية للتصفية لأنه اخترق الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، وقد أنشأ جماعة خاصة به ضمن حزب الله، وكشف السوريون ذلك لنصر الله بعد مقتل مغنية”.
الجواسيس نخروا الحزب؟ ويفيد التقرير بأن أعضاء في حزب الله يواجهون حالياً تحقيقات مطولة بعد اعتراف الأمين العالم للحزب، حسن نصر الله في أواخر شهر يونيو، بأن الاستخبارات الأميركية نجحت في اختراق الحزب. وحسب التقرير، فإن عشرة “جواسيس”، كانوا يتقلدون مناصب مهمة في قيادة الحزب، نقلوا معلومات لجهاز “سي آي أي” الأميركي. يذكر أن الصحفي الفرنسي “جورج مالبرونو” عمل في الشرق الأوسط لمدة عشرين عاماً، مراسلاً لصحيفة “لوفيغارو” في القدس ثم في بغداد، ويعرف بإطلاعه الواسع لشؤون المنطقة. الصحافة الفرنسية | حزب الله