الدمام – سحر أبوشاهين عدد مصابي الإيدز في شمال إفريقيا والشرق الأوسط يصل إلى 530000 مصاب. السفارة السعودية في إثيوبيا تصدر 120 ألف تأشيرة إثيوبية في الشهر الواحد. أكد أصحاب مكاتب استقدام، على قيام بعض الخادمات الإفريقيات المصابات بأمراض «مزمنة»، بدفع «رشاوى» إلى مكاتب الاستقدام التابعة لبلدانهن، من أجل حصولهن على فحص طبي سليم يخولهن دخول المملكة، فيما اكتشفت بعض الأسر السعودية إصابة العاملات الإفريقيات لديها بمرض نقص المناعة المكتسب «الإيدز»، ورغم تخوف الأسر المسبق من استقدام عاملات من إفريقيا تحسباً لإصابتهن بهذا المرض، إلا أنها لم تجد مخرجاً ل»أزمة استقدام» العاملات الإندونيسيات والفلبينيات غير ذلك، وبحسب الإحصاءات الأخيرة الصادرة عن وكالة الإيدز التابعة للأمم المتحدة، فإن عدد المصابين بالإيدز في شمال إفريقيا والشرق الأوسط يتراوح بين 530000 إلى 400000 مصاب. وكان سفير المملكة في إثيوبيا عبدالباقي عجلان قد ذكر في تصريح سابق أن السفارة تصدر 120 ألف تأشيرة في الشهر الواحد. خادمة مصابة وكشفت سيدة من محافظة القطيف (فضلت عدم نشر اسمها) أنها استقدمت خادمة إثيوبية، وكانت سعادتها وأفراد عائلتها بها كبيرة، لانتظارهم إياها فترة تقارب السبعة أشهر، مؤكدة أنهم تأخروا في عمل إجراءات الفحص الطبي لها، حيث لم يقدموا على فحصها إلا بعد شهر ونصف الشهر، واستغرقت نتيجة الفحص شهراً حتى ظهرت، مبينة أنهم صدموا بإصابة الخادمة بمرض «الإيدز»، وهرعوا لاحتجازها في إحدى غرف المنزل لحين سفرها خوفاً من انتقال العدوى إليهم، كما أنهم أجروا فحوصاً طبية لجميع أفراد المنزل. كما تداولت وسائل الإعلام اكتشاف مواطن من محافظة الأحساء إصابة خادمته بالإيدز، رغم سلامة فحصها الطبي الذي أجرته في مستشفى الملك فهد بالأحساء، حتى لاحظ مكفولوها أعراضاً مرضية عليها، متمثلة في زكام وكحة مزمنة، لم يستجيبا للعلاج، وبعد اشتداد الألم عليها وظهور حساسية وقروح على جسدها، أدخلها كفيلها مستشفى ليتم فحصها بشكل دقيق، حيث فوجئت الأسرة بإصابتها بالمرض. وكانت عديد من الرسائل التحذيرية قد تداولت عبر الهواتف النقالة، ومواقع التواصل الاجتماعي، تنص على هروب خادمات مصابات بالإيدز من كفلائهن، آخرها السبت من الأسبوع الجاري. دفع «رشاوى» واستطلعت «الشرق» آراء بعض أصحاب مكاتب استقدام العمالة الإفريقية حول هذه المشكلة، حيث كشف صاحب مكتب «أبوتركي» للاستقدام محمد سعد القحطاني، أن بعض الخادمات يتعمدن دفع «رشاوى» لمن يقوم بفحصهن في بلدانهن، مقابل إعطائهن فحصاً طبياً سليماً، خاصة حين تكون الخادمة مصابة بالأمراض المزمنة، كالسكر والضغط والإيدز وغيرها، كما أن المدة التي تفصل بين الفحص الطبي للخادمة في بلدها وبين دخولها للمملكة تتراوح بين شهرين إلى سنة، وهي مدة كافية كي تصاب بالمرض، مؤكداً أن العمالة الإفريقية تعد الأكثر من حيث المشكلات كالهروب ورفض العمل. كما أفاد مكتب «البركات» للاستقدام عدم مواجهته لأي حالة من هذا النوع على الرغم من استقدامهم ل 600 عاملة إثيوبية، خلال عام، وأكد أنهم اكتشفوا حالتي «حمل» وتمت إعادتهما لبلدهما، مؤكداً ثقتهم في الفحوص الطبية التي يجريها المكتب الذي يتعاملون معه في إفريقيا». وأوضح مكتب آخر (تحتفظ الشرق باسمه) أن حالات المرض التي تم اكتشافها كانت أغلبها إصابة بمرض السكري، وأن الإصابة بمرض الإيدز تعد حالات نادرة جداً، كون الفحوص الطبية قبل دخول المملكة تستبعد المرضى به. فيما أشار المواطن رضي عبدالله أحمد إلى أنه لم يفكر إطلاقاً في استقدام خادمة إفريقية، قلقاً من انتشار مرض الإيدز لديهم، وأضاف، «رغم أن هذا المرض لا ينتشر إلا بطرق محدودة، إلا أن فرصة العدوى تظل قائمة خاصة وأن الخادمة تتعامل مع أدوات حادة في المطبخ، ومعرضة للإصابة بجروح، كما أني لا أثق في نتائج الفحص الطبي التي تقدمها مكاتب الاستقدام في إفريقيا، حيث أثبتت فشلها في عدد من الحالات». مشيراً إلى أن طول المدة بين إجراء الخادمة للفحص في المملكة وظهور نتائجه يعرض أفراد الأسرة لخطر العدوى. فحص الوافد إلى هنا، أوضح رئيس قسم الأمراض المعدية في صحة الشرقية الدكتور أحمد كنعان، أن فحص الوافد في بلد العامل لا يغني عن فحصه داخل المملكة قبل حصوله على الإقامة، للتأكد من لياقته الصحية وعدم إصابته بالأمراض المعدية قبل حصوله على الإقامة النظامية، والمعتمد هو إجراء الفحوص في مختبرات وزارة الصحة، وقال الدكتور كنعان ل»الشرق»: في حال اكتشاف تضارب بين الفحص لدينا والفحص في بلد الوافد، تتم مخاطبة مكاتب المملكة في الخارج عن طريق الخارجية السعودية لمراجعة المركز الطبي الذي تم فيه الفحص خارج المملكة، للتأكد من توفر الإمكانيات الفنية اللازمة لديه، وفي حال ظهر وجود تلاعب بالنتائج فهناك إجراءات متخذة بحق المركز». ونوه أن بعض المواطنين يتأخرون في فحص العمالة الوافدة، وهذا ما يجعل الفرصة قائمة لانتقال عدوى الأمراض إلى أفراد الأسرة لا قدر الله، وأضاف: «نهيب بالمواطنين إلى سرعة فحص الوافد واستكمال إجراءات إقامته النظامية بأسرع وقت تلافياً لهذا الخطر المحتمل»، مؤكداً أن الفترة التي يتم فيها اكتشاف مرض الإيدز لا تزيد على عشرة أيام بعد اكتسابه العدوى من شخص آخر مصاب، وبعدها يصبح فحص الدم إيجابياً للإيدز. وحاولت «الشرق» الاتصال بسفير المملكة في إثيوبيا عبدالباقي عجلان إلا أنها لم تتلق رداً.