شدد المنتج السينمائي وائل رفيق على ضرورة تحرير الأفلام الوثائقية من القيود التي تفرضها الجهات الرقابية، وإطلاق العنان للمخرجين والمبدعين الشباب لإبداء آرائهم ووجهات نظرهم من خلال أفلامهم التسجيلية. ودعا القائمين على وزارة الثقافة والإعلام إلى قطع الطريق على «دخلاء» الإنتاج السينمائي في المدينةالمنورة، بتخفيف إجراءات الروتين والقيود الرقابية في الوزارة على المنتجين، التي دفعتهم للهروب من المدينة للبحث عن فرص خارجها، وفتح الباب لمؤسسات إعلامية أجنبية لإنتاج أفلام وثائقية عن مواقع تاريخية ودينية، «يعتريها اللبس والخطأ»، لبعد منتجيها عن واقع المدينة الجغرافي والاجتماعي. وقال رفيق، خلال مشاركته في ندوة بعنوان «الفيلم الوثائقي بين الواقع والوجدان»، احتضنها نادي المدينةالمنورة الأدبي مساء أمس الأول: «نواجه صعوبة في الحصول على ترخيص إنتاج الأفلام الثقافية»، خصوصاً للتصوير في القرى والهجر التابعة للمدينة. ورفض رفيق، خلال حديثه عن مراحل إنتاج الفيلم الوثائقي، أن يحمل المخرج مسؤولية فشل العمل السينمائي، موضحا أن أي عمل سينمائي يقوم على علاقة تكامل وانسجام بين المنتج والمخرج السينمائي. وشارك في الندوة، التي أدارها الفنان محمد بخش، إلى جانب رفيق السيناريست المخرج السينمائي رامي عاشور، الذي اعتبر أن السيناريوهات السينمائية تتطلب احترافية، وجهودا جماعية، لأن صناعة السينما تحتاج إلى تضافر الإمكانيات، وتقوم على عمل تكاملي بين منتج متمكن ومخرج محترف وكاتب نص جيد، مؤكدا أن غياب أحد هذه العناصر يعرض العمل للفشل. وفي حديثه عن الفيلم الوثائقي، قال إنه يعتمد على الواقع، وليس على الوجدان، كون المنتج يستمد مادته من الواقع، ويتطرق فيه المخرج لحقيقة بصورة حيادية دون إبداء رأي فيها. وكانت الندوة بدأت بعرض فيلم وثائقي من إنتاج رفيق، يظهر فيه أمير منطقة المدينةالمنورة، صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد، وهو يعلن عن عدد من المشاريع التي تعنى بالشباب، بينها إنشاء دور شبابية تضم دورا للسينما الوثائقية. وتحدث مدير الندوة محمد بخش عن إشكالات إنتاج الفيلم المحلي، مشيرا إلى الصعوبات والتحديات التي تواجه المخرجين، منتقدا غياب النخب المثقفة الداعمة للفنانين والمخرجين، ومؤكداً أن صناعة الأفلام المحلية تشهد تطورا في ظل قصور الجهات الحكومية الداعمة للمنتجين. ودعا كتاب الرواية أن ينتقلوا لكتابة السيناريو لدعم السينما المحلية والنهوض بها، مرجعا سبب دعوته هذه إلى غياب كتابة حقيقية للسيناريو. وفي ختام الندوة طالب رئيس النادي، الدكتور عبدالله عسيلان، بدعم مسيرة الفيلم الوثائقي، من خلال تبني التجارب الشبابية الواعدة، قبل أن يسلم المشاركين الدروع التذكارية.