أصدر المؤتمر العالمي الثاني للإعلام الإسلامي، الذي اختتم أعماله يوم الخميس في جاكرتا، وثيقة الشرف الإعلامي لوسائل الإعلام والاتصال في العالم الإسلامي، حفاظاً على الواجب الإعلامي، وسمو أهدافه، وشرف المهنة وتقاليدها، لتعميمها على وزارات الإعلام والمؤسسات الإعلامية، والالتزام بها عند إصدار الوثائق الوطنية، والوثائق الخاصة للشرف الإعلامي بالمؤسسات الإعلامية. وأهاب المؤتمر الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي، بالتعاون مع وزارة الشؤون الدينية الإندونيسية بجاكرتا، بحكومات الدول الإسلامية، ومؤسسات الإعلام فيها، والإعلاميين المسلمين، ومؤسسات الدعوة والعمل الإسلامي، أن تتعاون ضمن آليات عمل مشتركة للنهوض بالإعلام الإسلامي، ودعمه بما يحقق أهدافه ويحافظ على شرف مواثيقه، وينجز أهدافه الإسلامية والإنسانية، بتعزيز دور وكالة الأنباء الإسلامية الدولية (إينا)، واتحاد الإذاعات الإسلامية، وتطوير أدائهما، وفقاً لقرارات وزراء الإعلام في الدول الإسلامية، ودعوة رابطة العالم الإسلامي، ووزارة الثقافة والإعلام في المملكة العربية السعودية، إلى عقد ندوة يجتمع فيها متخصصون لدراسة سبل تعزيز دور الوكالة والاتحاد. وأقر المؤتمر عقد حلقات بحث متخصصة للاتفاق على مقياس حرية الإعلام من منطلق إسلامي في مواجهة انتشار مقاييس الحرية بمفهومها الغربي، بالإضافة إلى نشر تقارير دورية حول حرية الصحافة ووسائل الإعلام الأخرى، من منظور إسلامي. وناشد المؤتمر العاملين في الإعلام، والمخططين، وصانعي القرار الإعلامي في المجتمعات المسلمة، لوضع توصيات هذا المؤتمر ضمن آليات عملهم لخدمة الإعلام الإسلامي. ودعا المؤتمر إلى الاستثمار الصحيح المنضبط، لما تتيحه شبكة الإنترنت من فرص في مواقع الدعوة الإسلامية، ومواقع التعريف بالإسلام، من خلال الاستخدام المحترف للوسائط المتعددة، وتنويع خيارات المحتوى الإلكتروني، بما يعزز مبادئ الإسلام، ونشر رسالته في الأمن والسلام والتعاون والتعايش وحب الخير للناس باللغات العالمية كافة. وشدد المؤتمر على أهمية التصدي لكل ما من شأنه المساس بالرسالات الإلهية، والرسل عليهم الصلاة والسلام، وضبط حرية التعبير المؤدية إلى الانزلاق والتفسخ وإفساد أخلاق النشء بخاصة عبر وسائل الإعلام، وأن تكون عوناً للأسر والمدارس في هذا الميدان. وأكد المؤتمر أهمية إيجاد وسائل تحقق التنسيق بين المؤسسات الإعلامية في العالم الإسلامي، والاستفادة البينية بين دوله في تبادل الخبرات، واستثمار ما تملكه بعض الدول الإسلامية من تقنية متقدمة في مجال الاتصال والمعلومات، مستذكراً أهمية الإعلام في ترسيخ قيم الأمن والتكامل في المجتمعات الإسلامية بين الجهات الرسمية والشعبية، ودوره في مواجهة التطرف والغلو والفتن والإرهاب. وأصدر المؤتمر توصيات عدة، منها: تأصيل التعاون بين مؤسسات العمل الإسلامي، ومؤسسات الإعلام الإسلامي، من خلال انتهاج العمل العلمي القائم على الخطط والاستراتيجيات، وتكوين هيئة من الأكاديميين والممارسين، لدراسة واقع الإعلام والاتصال في العالم الإسلامي، واقتراح العلاج للمشكلات، وإصدار تقرير سنوي عن سبل الارتقاء بهما، وأن تعقد اجتماعات بشكل دوري للنظر فيما يجد من آراء. وتضمن ميثاق الشرف الإعلامي في العالم الإسلامي المبادئ العامة وأخلاقيات العمل الإعلامي، وتقديم الحقيقة خالصة في حدود الآداب والضوابط الشرعية وكفالة الحرية المسؤولة والمنضبطة بضوابط الشرع بوصفها حق شرعي لا يجوز المساس به ولا انتهاكه. وأكدت الوثيقة حق التعبير في حدود الضوابط الشرعية والمعايير النظامية ومصالح الأمة وحق الإطلاع على المعلومات والوصول إليها بالطرق الصحيحة، وتأمين هذا الحق وتنظيمه بإصدار الأنظمة اللازمة وتوفير البيئة الصالحة لأداء الأعمال وإنجاز المهمات، في أوقات الأزمات، بما في ذلك الحماية المقرّة دولياً للأشخاص المدنيين. ودعت إلى احترام علماء الشريعة ورجال القضاء والأمن، وتعزيز مكانتهم، والرجوع إلى العلماء الثقات والاستفادة من آرائهم، واحترام المهن المشروعة وأصحابها، والاهتمام بأصحاب العاهات، أو المتخلفين عقلياً، واحتياجاتهم، وعدم بث ما من شأنه المساس بهم، أو السخرية منهم، أو تحقيرهم. وكان المؤتمر عقد جلسة عمل خامسة صباح اليوم تحت عنوان “الإعلام والحوار مع الآخر”. وفي بداية الجلسة، ألقى المدير السابق للجامعة الإسلامية في ماليزيا، الدكتور سيد عربي عيديد، الكلمة الرئيسة للجلسة، نوقشت خلالها ثلاث أوراق عمل، الأولى مقدمة من مدير معهد الدراسات الإسلامية والعربية في الهند، الدكتور ظفر الإسلام خان، بعنوان “القضايا الإسلامية في منظومة الإعلام الدولي”، أما الورقة الثانية فهي بعنوان “مجالات التعاون بين الإعلام الغربي ومؤسساته ونظيراتها في العالم الإسلامي.. الواقع والمأمول”، قدمها أستاذ الاتصالات بجامعة (كنتر بري) بنيو زيلندا الدكتور محمد موسى، فيما تناولت الورقة الثالثة رسالة الإعلام في دعم الحوار ومناشطه، قدمها رئيس الجامعة الإسلامية الحكومية بجاكرتا الدكتور قمر الدين هداية. المؤتمر العالمي | جاكرتا