أكدت الاختصاصية النفسية إيمان كامل أن المرأة معرضة في فترة الحمل والولادة للإصابة بالاكتئاب، مؤكدة على عدم وجود سبب بعينه يؤدي لإصابة المرأة أثناء الحمل أو بعد الولادة بهذا المرض النفسي الشهير، وقد تكون لهرمونات الحمل علاقة بذلك، وأشارت إلى وجود عوامل نفسية أخرى قد تتسبب في إصابة المرأة بالاكتئاب، أهمها إنجاب مولود غير متوقع، كأن تكون الأم ترغب في إنجاب ذكر ويكون المولود أنثى والعكس، وما يعزز قوة تأثير هذا العامل على نفسية المرأة الزوج والأسرة، عندما يُشعران المرأة بعدم السرور والارتياح لجنس المولود، ورغبتهما في جنس آخر. وقالت الاختصاصية كامل ل»الشرق»: لوحظ أن المرأة تصاب بالاكتئاب كثيراً بعد الولادة الأولى، وهذا يعود للتغيرات الكاملة التي تطرأ على الجسم والشكل نتيجة الحمل والولادة، التي لاتزول عادة بعد الولادة مباشرة، وتحتاج لوقت كي يستعيد الجسم شكله ومرونته، خاصة وأن المرأة تهتم كثيراً بشكلها وجمالها، فلا تتقبل أي شكل من أشكال التغيير الحاصل لها، وخاصة أنها قد تجهل كثيراً من الأمور حول هذه التغيرات، كونه الحمل الأول، ويضاعف شعورها بالقلق تجاه تلك التغيرات التعليقاتُ التي قد تسمعها من الزوج والصديقات حول ذلك، وتضيف أن الإيحاء النفسي له دور كبير في الإصابة بالاكتئاب، فربما تردد على مسامع الحامل من صديقاتها أو أسرتها ممن مررن بالاكتئاب النفسي أثناء وبعد الحمل الحديث عن معاناتهن بالاكتئاب، واحتمال إصابتها به، ما يثير قلقها وتفكيرها، حتى تجد نفسها تدريجياً مكتئبة بالفعل. وترى الدكتورة كامل أن من العوامل المهمة التي قد تسبب الاكتئاب للمرأة في فترة النفاس، انقطاعها عن الصلاة وقراءة القرآن، فمن المعروف أن الصلاة وسيلة للقرب الدائم من الله سبحانه وتعالى، الذي من شأنه أن يُدخل الراحة والطمأنينة الدائمة للقلب، ويطرد الوساوس، موضحة أن من أعراض الإصابة بالاكتئاب أثناء الحمل والنفاس العصبية الزائدة، وعدم الرغبة في التحدث، أو تناول الطعام، بالإضافة إلى العزلة والحاجة الدائمة إلى السكون، أو حتى الجلوس في الظلام. وبينت الاختصاصية كامل أن أهم سبل معالجة اكتئاب الحمل والنفاس، الإكثار من ذكر الله، واهتمام المرأة بنفسها وعنايتها بجسدها خلال فترة الحمل والنفاس، للتخفيف من حدة التغيرات التي قد تطرأ على الجسم، إلى جانب محاولة القراءة والاطلاع من قبل الحامل والنفساء وتوعيتها من جانب الطبيبة المعالجة لها، وعدم تعريضها لأي ضغوط نفسية أو عصبية وجسدية. وتنوّه الاختصاصية كامل إلى الدور البارز الذي يلعبه الزوج في مساندة المرأة على تجنب الإصابة بالاكتئاب والعلاج منه، وهو أن يحيط زوجته بالرعاية والحنان، وألا يتأفف أو يتذمر من التغيرات التي تطرأ عليها أثناء الحمل والولادة، وخاصة أنها فترة مؤقتة، وعليه أن يشعرها بمشاركته الوجدانية.