أبدى عدد من أولياء أمور طلاب الإعاقة السمعية، استياءهم من المناهج الدراسية المطبقة على أبنائهم، كونها موحدة مع مقررات الطلاب الأسوياء، مبينين أن ذوي الإعاقة بحاجة لمناهج متناسبة مع قدراتهم، فيما أكد معلمو التربية الخاصة أن المناهج التي تدرس لضعاف السمع والنطق لا تتناسب مع عقلياتهم. ضعيف سمعيا واشتكى مصلح المطيري -أب لطالب ضعيف سمعيا- من المقررات التي تدرس لابنه في الصف الرابع الابتدائي، وقال “ابني “أخدج” ويعاني من ضعف السمع والنطق وصعوبة في الفهم، إلا أنه يدرس ذات المناهج التي يدرسها الطلبة الأسوياء في فصله”، مستغربا من تدريس ابنه مقرر (لغتي)، والرياضيات، مبينا أنهما يتطلبان جهدا لا يستطيع ابنه عليه، وأضاف “تفاجأت بوجود سؤال في مادة الرياضيات يطلب تقريب العدد مليون من خلال جمع خمسة أرقام، فكيف سيسع ابني فهم هذا المنهج؟!”، مطالبا وزارة التربية والتعليم بأن تكون المقررات متناسبة مع قدرات ذوي الإعاقة السمعية والنطقية، بحيث تكون مختلفة عن مناهج الطلاب الأسوياء. معلمون بلا خبرة وأشار نايف الرافدي أن ابنه يعاني من ضعف في السمع والنطق، مستنكرا تدريس ابنه من قِبَل معلمين حديثي التخرج، ويرى أن المرحلة الابتدائية من أهم المراحل التي يمر بها الطفل في مسيرته العلمية، وتحتاج إلى صبر المعلم، كما أنها البداية الحقيقية لعملية التربية التي تؤثر بدورها على جوانب نمو الطفل، العقلية والجسمية والاجتماعية، وقال “ينمو عقل الطفل في مرحلته الدراسية الدنيا بسرعة، من حيث القدرة على التعلم أو التذكر أو التفكير والتخيل، مشددا على ضرورة امتلاك معلمي ضعاف السمع والنطق للخبرة الكافية، التي ستؤهلهم لإيصال الرسالة التعليمية على أتم وجه. ضعف المستوى وذكر والد طالب، ضعيف السمع والنطق (تحتفظ “الشرق” باسمه) أن المعلمين يحمِّلونه مسؤولية ضعف مستوى ابنه، وأضاف “يطلب مني المعلمون شرح الدروس لابني في المنزل، وأنا ووالدته لا نحمل غير شهادة المرحلة الابتدائية، فأنا لا أعرف القسمة المطولة أو الضرب، متسائلا “لماذا يطلبون مني الشرح لابني ومعلم المادة المتخصص لم يستطع ذلك؟!”. وأفاد عدد من معلمي التربية الخاصة أن المناهج التي تدرس لضعاف السمع والنطق لا تتناسب مع عقلياتهم، لأن معلومات المناهج تفوق طاقتهم الاستيعابية. مناهج خاصة علي الهزاني ويرى عضو هيئة التدريس في قسم التربية الخاصة في جامعة سلمان بن عبدالعزيز الأستاذ علي الهزاني، أنه ينبغي وضع مناهج خاصة لضعفاء السمع والنطق، وقال “قد يصعب على الطالب السوي استيعاب المواد الدراسية أحيانا، فكيف بضعيف السمع والنطق؟”، مستنكرا عدم قبول الجامعات لضعاف السمع رغم أنهم درسوا في نفس مدارس زملائهم الأسوياء، مشيرا إلى أنهم يضطرون إلى إكمال دراستهم مع الصم، والمفترض أن يلتحقوا بزملائهم الأسوياء. وأكد أن مناهج ضعاف السمع بشكل عام غير متناسبة مع قدراتهم العقلية وخصائصهم النفسية، مستشهدا بخطوة إدارة التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم حين وضعت مناهج خاصة للصم، من خلال لغة الإشارة في موادهم الدراسية، وأضاف “لابد من تسهيل مقررات ذوي الإعاقة السمعية كي يستطيعوا تخطي العقبات التي يواجهونها”.