يتذكر الفنان سعد خضر أن التليفزيون في طفولته المبكرة لم يكن منتشراً «كنا نجتمع في رمضان حول المذياع، ونستمع لمختلف الإذاعات العربية، مثل «صوت العرب»، و»إذاعة الكويت»، من مسلسلات وتمثيليات إذاعية عربية، ومصرية خاصة، وكنا نستأجر أفلام سينما من شارع المربع في الرياض لنشاهدها». وأضاف: حين دخل التليفزيون في منزلنا، كنت موظفاً في موسيقى الجيش، وكنا نضع التليفزيون في الحوش بعد صلاة العشاء حتى العاشرة مساء، والوالدة كانت تعزم بعض الجيران الذين لا يملكون تليفزيونات لمشاركتنا الفرجة، وكانت النساء يجلسن في الخلف، والأطفال والرجال في الأمام، أو العكس، وهذا حال كثير من الأسر في بدايات البث التليفزيوني، حيث لم تكن جميع الأسر قادرة على اقتنائه. كانت برامجه بسيطة، من دينية، وأخبارية أحياناً، وكان فيلم السهرة فلم كارتون. وأتذكر من المذيعين عبدالرحمن الشبيلي، وزهير الأيوبي». وقال خضر عن بداياته مع الإعلام «بدأت عام 1384ه في الإذاعة كعازف، وعندما فتح التليفزيون في عام 1385ه التحقت به كعازف في برامج الأطفال ومسرح التليفزيون، وسجلت أغاني للأطفال، ومنها أغنية «ساعي البريد»، و»سرق الصندوق يا محمد لكن المفاتيح معاي»، كما قدمت تمثيليات صغيرو، ثم تواصل العطاء.. وكان هناك ترابط بين جميع الزملاء.. كنا نخرج من دوامنا ونذهب دائماً إلى التليفزيون، ومن الثالثة عصراً نكون كلنا في التليفزيون، سواء كان لدينا عمل أم لا. وكنا وقتها نقدم تمثيليات تاريخية باللغة العربية الفصحى خاصة في رمضان مع المخرج منذر النفوري، رحمه الله، ومنها «معركة الجسر»، و»صلاح الدين الأيوبي». وكنا نشارك فيها شبه ممثلين كومبارس، وكانت هناك أعمال لبنانية باللغة العربية يشارك فيها الممثل عوني المصري، ورشيد علامة، تنتج وتباع للتليفزيون السعودي، وأول عمل تليفزيوني رمضاني لي كان مسلسل «صور من الحياة»، مكون من ثلاثين حلقة، وكل حلقة نصف ساعة. هذا كان عام 1390ه، وهي من بطولتي مع أبو مسامح، وعلي إبراهيم، وعبدالعزيز الهزاع، وكان مدير التليفزيون آنذاك فوزان الفوزان، ومدير عام التليفزيون يوسف الدمنهوري، وبعده أتى عبدالرحمن الشبيلى، ولم يكن سكان الرياض يرون سوى التليفزيون السعودي، حتى أنه لم يكن يغطي كل مناطق المملكة، فسكان الشرقية لم يكن يصلهم البث، وكانوا يشاهدون ما يبث من أرامكو، وفي جدة كانت لهم محطة خاصة، إلى أن تم ربط البث التليفزيوني الموحد. ومن الأعمال الرمضانية التي قدمتها في التليفزيون السعودي «ياكد مالك خلف»، ومسلسل «اللهم إني صائم»، و»وجه بن فهرة»، ومسلسل «لا يحوشك حبروك»، ولم يكن هناك سوى استديو واحد، نتمرن فيه على البروفات لمدة ستة أشهر، ثم نصور في ستة أشهر، وكنا نعطى الاستديو الساعة الثالثة عصرا، ونصور إلى الساعة الخامسة، ثم نتوقف وهم يطلعون على الهواء. وأتذكر المسلسل التاريخي المأخوذ عن «بائعة الخبز»، الذي صورناه في سنتين مع المخرج ثنيان، وأول أجر أخذته من التليفزيون كان مائة ريال عن الحلقة، وعملت مسلسل «سكرتير في البيت»، وأخذت مكافأة 15 ألف ريال، ككاتب وممثل، وصور في التليفزيون، وكان من إخراج الدكتور طلال عشقي، كما قدمنا في الإذاعة برامج إذاعية عديدة، منها «زين وشين»، وتمثيلية تليفزيونية للأطفال «فرج الله قريب»، وكان هناك قسم للدراما المسؤول عنه عبدالرحمن المقرن، بعدما تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية، وعاد ليدير قسم الدراما. وهذا كله قبل أن تأتي مرحلة الإنتاج المؤسساتي الخاص، حين كان التليفزيون يوجه في بداية محرم خطابات للفنانين عن أفكارهم، أو المسلسلات التي يريدون تقديمها، ونحن نوافيهم بما لدينا، والأعمال التي تجاز يعمدونها بالتعرفة، ففي كل رمضان كانت لنا ذكرى عزيزة.