بعض الناس «يضربون» الإعلاميين ثم «يدافعون» عن حرية الإعلام فيما يمكن تسميته بالتغطية على الجريمة، وضياع الدم بين القبائل وبعضهم يهتف بسقوط الرئيس، فإذا ما رأى وجه الرئيس هتف بحياته، وبعضهم يقود عصابات إرهابية في سيناء ويقتل عددا من جنود الجيش عند الكمائن ثم يسارع بالإبلاغ عن أناس التحقوا «بجبل الحلال» الشهير بسيناء باعتبارهم المعتدين، وذلك لصرف النظر عن الجناة الحقيقيين الذين هم «أصحاب البلاغ الكاذب» مما يحير المحققين والباحثين عن الجناة، في خداع لا يليق بكفاءة رجال المباحث الذين اشتهروا بالوصول إلى الجناة بعد ساعات من وقوع الجريمة، مهما كانت تعقيداتها وكثرة الجناة فيها، وهو ما يثير كثيراً من الإبهار لكفاءة هؤلاء الرجال الذين لديهم «حاسة خاصة» تجعلهم يضعون أيديهم على الجاني الحقيقي حتى لو كان من أبعد الناس عن الشبهات! ولأن سيناء قد تركت لسنين طويلة بغير أمن، فإن عددا من «المتشددين» قد اتخذوها وكرا لأ نشطتهم المريبة وصولا إلى قرب الإعلان عن «ولاية» لأصحاب الرايات السود الذين يمثلون غطاء للقاعدة التي يبدو أن الفراغ الأمني الذي كان قد أغراهم بالامتداد من مواقع عربية أخرى إلى سيناء التي لم يكن يهتم بأمنها أحد قبل ما جرى. وخلال فترة الريبة والتسيب العام الذي حدث عقب ثورة يناير، فإن الكثيرين من «شذاذ الآفاق» قد اتجهوا إلى فضاء سيناء الأمني لممارسة أنشطتهم المتطرفة هناك، وهي الأنشطة التي بدأت بتدمير أقسام الشرطة، وسرقة أسلحة تلك الأقسام بسيارات رباعية الدفع جديدة لا تحمل أرقاما يقودها ملثمون كان ينبغي مطاردتهم جميعاً وقتلهم فور أي حادث اقتحام، إلا أن ذلك لم يحدث، وهو ما فهمه هؤلاء الإرهابيين على أنه ضعف أمني من الدولة وصل إلى الاستهانة الكاملة بالذراع الأمني الطويل، الذي لم يصبح كذلك، إلا بسبب «تصارع السياسيين» في العاصمة حول تنازع النفوذ السياسي والمصالح الخاصة في سهو كامل ومقصود عن كافة مصالح الوطن المصري في انتهازية تكشف ستائر التخفية التي تلونت كثيرا طوال الشهور التالية للثورة التي تكالب عليها الكثير من الفلول لتدميرها مرتدين جميعاً «ملابس الثوار»!