أكد مدير عام البرامج والمنتجات في الهيئة العامة للسياحة والآثار، عبدالله المرشد، أن عدد المشاركين في تقديم العروض المسرحية في جادة عكاظ «مسرح الشارع» يصل إلى خمسين ممثلاً سعودياً، يساندهم مائة شاب متطوع من أبناء المجتمع المحلي في محافظة الطائف، وطلاب جامعة الطائف. وتشمل العروض المسرحية استعراضاً للحياة في جادة عكاظ عبر مجاميع تضم 150 شخصاً يرتدون اللباس التاريخي، ويمشون لمسافة 600 متر في الجادة، ويمرون خلال مسيرهم بشعراء المعلقات، ويسمعون قصائد المعلقات من كل شاعر بالترتيب، بينما تزاول مجموعات أخرى أساليب الحياة القديمة، كالبيع والشراء، وتبادل الأحاديث، كما ستتحلق مجموعات حول النار، فيما يتابع آخرون شعراء المعلقات والرواة الذين يلقون الشعر على الحضور. وكانت الهيئة العامة للسياحة والآثار أكملت تجهيز جادة السوق تمهيداً لانطلاقة فعاليات الجادة في برامج سوق عكاظ الذي سيبدأ في 24 من شوال الجاري، وأنجز فريق من الهيئة العامة للسياحة والآثار تصميم أنشطة جادة عكاظ وتطويرها لتواكب التطور الذي يشهده السوق في كل عام، تنفيذاً للتوجيه الصادر من رئيس الهيئة الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز. وتمتد جادة عكاظ لمسافة كيلومتر طولاً في موقع السوق، بأسلوب يحاكي ما كان يجري حقيقةً في سوق عكاظ القديم، لتعيد للأذهان أيام سوق عكاظ التاريخية، من خلال دراما تمثيلية على أرض الواقع، فضلاً عن مشاركة الحرفيين والأسر المنتجة، من داخل السعودية وخارجها. وقال المرشد إن الهيئة، بوصفها أحد الشركاء الرئيسين لسوق عكاظ، تحرص سنوياً على إيجاد قيمة مضافة للزائر، عبر تطوير برنامج السوق ليصبح ثرياً وجاذباً ومتميزاً عن غيره، فضلاً عن تحقيق التنمية الاجتماعية، من خلال إشراك متطوعين من مجتمع الطائف المحلي للإسهام في تنظيم السوق. وأوضح المرشد أن الهيئة مسؤولة عن تنفيذ مجموعة من الأعمال في سوق عكاظ، مثل تنظيم جادة عكاظ، بما في ذلك الأنشطة المسرحية على الجادة، ومشاركة الحرف والحرفيين والأسر المنتجة ومسوقي المنتجات الزراعية، إلى جانب تقديم جائزة عكاظ للحرف اليدوية، وقال «تتولى الهيئة أيضاً مسؤولية تنظيم المعرض السنوي الخاص للهيئة، وترتيب مشاركة أبناء محافظة الطائف في تنظيم السوق، وتنظيم حركة الزوار داخل السوق والجادة، وتنفيذ أنشطة تسويقية لدعم السوق، وتنفيذ أنشطة إعلامية للسوق، وإنشاء أستديو للبث المباشر، وتنفيذ دراسة عن الأثر الاقتصادي، وإحصاءات الزوار، وتنظيم ودعم برامج الرحلات السياحية للسوق، وتنفيذ الأعمال الإدارية». عناصر الجادة وقال المرشد إن العروض المسرحية تشمل تمثيلاً لبعض نواحي الحياة في سوق عكاظ قديماً، وعروض مسرحية أخرى عن الحياة في سوق عكاظ في السابق، إلى جانب عروض الشعر العربي في المسارح المفتوحة، وعروض قوافل الإبل والخيل، والحرف والصناعات اليدوية، والأسر المنتجة والمأكولات الشعبية. وأفاد المرشد أن عنصر استعراض الحياة في جادة عكاظ يشمل أيضاً مشاركة مجموعة من كبار السن من أصحاب المهن يتحدثون بالعربية الفصحى مع مرتادي السوق، وبصورة لا يتوقعونها، كما سيحتكم فريق من الممثلين لدى أحد الزائرين باعتباره قاضي القضاة، ويشرحون له قضيتهم، لجذبه إلى التحدث معهم بالفصحى، فيما سيتوقف ممثل يؤدي دور الراوي للزوار، سارداً لهم قصيدة الخنساء في أخيها صخر. وأفصح المرشد عن تفاصيل عروض الشعراء في جادة عكاظ، مشيراً إلى أن هذه العروض تشمل تنفيذ أعمال مسرحية مدتها ستون دقيقة، بعد صلاتيْ المغرب والعشاء، في مجموعتين تضم كل منهما 25 شخصاً، وتعرض أعمال كل مجموعة في واحدة من الساحتين الرئيستين داخل الجادة، وتحكي كل مجموعة قصة الشعراء: الأعشى، وحسان بن ثابت، والخنساء، أثناء تحكيم النابغة الذبياني قصائدهم، وتلقى بعدها خطبة قس بن ساعدة، بأسلوب درامي استعراضي. الجذب السياحي وأفاد المرشد بوجود أنشطة تسويقية مساندة للسوق، من خلال مراكز المعلومات السياحية، والهاتف السياحي، ورسائل الجوال «ستنفذ الهيئة مجموعة من الأنشطة الإعلامية عبر خطة إعلامية مساندة للجهود التي تنفذها لجان السوق، بهدف الإسهام في زيادة الجذب السياحي للسوق، عبر نشر مقالات وتقارير إعلامية في وسائل الإعلام المختلفة والوسائل التابعة للهيئة، والنشر في المجلات المتخصصة الصادرة من الهيئة، مثل: ترحال وسياحة سعودية، وفويجر، إلى جانب التوثيق الإعلامي لأنشطة السوق». وشرعت الهيئة منذ العام الماضي بتنفيذ دراسة لقياس الأثر الاقتصادي من سوق عكاظ، وتسعى هذه الدراسة الإحصائية إلى إحصاء عدد الزوار، وحجم إنفاقهم في السوق، واستطلاع انطباعاتهم حوله.